مثيرون للشفقة. هكذا هم بكل بساطة جميع الذين يزايدون على ميشال عون بالحرص على سيادة لبنان. ففي لبنان، ايها الصغار، ميشال عون هو عنوان السيادة، بعدما افنى العمر في قتال المعتدين عليها من احتلالات وميليشيات، ليس ليأتيه اليوم بعض المصرحين والمغردين في كل اتجاه ليعلموه او يعلموا عليه.
ففي موضوع رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، مواقف ميشال عون تحكي عنه. وفي النضال ضد الوصاية السورية، ثم الوصايات البديلة في الشرق والغرب، مسيرته تشهد له وليس عليه. وفي المقاومة ضد المحتل، اسألوا عنه المقاومين الحقيقيين لا المزيفين.
وفي كل الاحوال، من ليس في تاريخه لا عمالة ولا عمولة ولا دم، على عكس معظم الآخرين، يسأل ولا يساءل، يستجوب ولا يستجوب، ويتهم ولا يتهم. ومن يتفلسف وينطق بالتفاهات والترهات اليوم، ليته يهتم بما هو من مستواه، ويترك القضايا الكبيرة للكبار.
ففي موضوع التطورات الاخيرة تحديدا، وعلى اثر الانباء التي وردت عن دخول سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه المنطقة المتنازع عليها في الحدود البحرية الجنوبية، اجرى رئيس الجمهورية اتصالات مع رئيس الحكومة وعدد من المعنيين. وطلب من قيادة الجيش تزويده بالمعطيات الدقيقة والرسمية ليبنى على الشيء مقتضاه، لافتا الى ان مفاوضات ترسيم الحدود البحرية لا تزال مستمرة، وبالتالي فأن أي عمل او نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل استفزازا وعملا عدائيا.
هذا مع الإشارة الى ان لبنان اودع الأمم المتحدة قبل أسابيع رسالة يؤكد فيها على تمسكه بحقوقه وثروته البحرية، وان حقل “كاريش” يقع ضمن المنطقة المتنازع عليها، وجرى تعميم الرسالة في حينه على كافة أعضاء مجلس الامن كوثيقة من وثائق المجلس وتم نشرها حسب الأصول. وطلب لبنان في الرسالة من مجلس الامن عدم قيام إسرائيل باي اعمال تنقيب في المناطق المتنازع عليها تجنبا لخطوات قد تشكل تهديدا للسلم والامن الدوليين. كما اكدت الرسالة على ان لبنان ما زال يعول على نجاح مساعي الوساطة التي يقوم بها الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين للتوصل الى حل تفاوضي لمسألة الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة.