IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم السبت في 18/6/2022

من ينقذ لبنان؟ هذا هو السؤال الأهم اليوم، بعدما تبين للجميع أن الأفق شبه مسدود دوليا وإقليميا، وأن عجز الأفرقاء اللبنانيين عن اجتراح الحلول قد لا تنفع معه حتى معجزة.

فمن إذا، ينقذ لبنان؟ من ينقذ لبنان إذا كان دور المجتمع الدولي مقتصرا على الوعود المشروطة بإصلاح يعرف أنه لن يتحقق، وطالما لا يقارب ملفات حساسة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأزمة اللبنانية الراهنة، كالإرهاق الذي تسبب به النزوح السوري على الاقتصاد اللبناني، عدا عن عدم اتخاذ الاجراءات الممكنة وفق المواثيق والقوانين الدولية لملاحقة مهربي الأموال… ناهيك عن اهتمامه المنصب حاليا على أزمة أوكرانيا لا على أزمات المنطقة ولبنان.

من ينقذ لبنان إذا كان المجتمع الإقليمي منقسما على نفسه، بين فريق يطرح شروطا تعجيزية للمساعدة، وفريق تتخطى اهتماماته الواقع اللبناني إلى ما هو أبعد، والأسوأ أن الانقسام الإقليمي غالبا ما ينعكس جرحا عميقا في الجسد اللبناني، عمره من عمر الكيان، ولو عبر عن ذاته في كل مرة بشكل مختلف.

من ينقذ لبنان إذا كان أفرقاء الداخل لا يقدرون على اتخاذ ولو اجراء إصلاحي واحد، فتراهم أمام البديهيات في حال من التخبط وإزاء المنطق في وضع من الضياع، كل منهم يحاول القاء المسؤولية على الآخر، وتبرئة نفسه واتهام الآخرين، وليس من يسمح له بأخذ المبادرة لفرض الحلول.

من ينقذ لبنان؟ هل هي الشخصيات السياسية التي سبق لها أن تولت مسؤوليات كبيرة وفشلت؟ هل هي القوى السياسية التي غطت كل الارتكابات منذ اوائل التسعينات وتحاول ان تتنصل مما اقترفته ايديها اليوم؟ هل هم الجهات والافراد الذين استفادوا من الاخطاء والخطايا وراكموا الثروات والاموال، ويحاضرون بالعفة اليوم؟ هل هم الثوار المزعومين ونواب الثورة المزعومة الذين يثيرون غضب الثوار قبل سواهم في كل خطوة يتخذونها وفي كل تصريح يدلون به منذ فوزهم الى اليوم؟

في انتظار الاجابة الحزينة على هذا السؤال الكبير، البداية من خبر من نوع آخر، لكنه ايضا حزين. رحيل الاعلامي الزميل كريم الجميل وهو في عز العطاء.