البطء السياسي عنوان المرحلة في لبنان على مختلف المستويات.
فبعد استكمال الادارة المجلسية، يسأل اللبنانيون أنفسهم يوميا أين أصبح نوابهم القدامى والجدد في تهيئة القوانين الملحة لإقرارها سريعا في الهيئة العامة، بلا مزيد من اضاعة الوقت. ليأتي الجواب اجتماعات شكلية للجان الجديدة، وتصريحات مكررة لرؤسائها وأعضائها، فيما المشكلات تتفاقم والحلول تبتعد.
أما حكوميا، فالأمور مرشحة لمزيد من استهلاك الوقت. فبغض النظر عن شخص رئيس الحكومة المكلف، الخوف الأكبر يبقى من تكريس مقولة التكليف بلا تأليف، ما يعني عمليا بقاء البلاد بلا حكومة كاملة الصلاحيات حتى نهاية الولاية الرئاسية.
وفي هذا الاطار، وفي وقت يبقى ترشيح الرئيس نجيب ميقاتي ثابتا لدى كتل أساسية، برز اليوم طرح السفير نواف سلام مرشحا توافقيا بين الكتل والنواب الذين يصنفون أنفسهم في خانة المعارضين والتغييريين، في وقت يبقى موقف التيار الوطني الحر محور الأسئلة والتحليلات، وحتى الشائعات، في انتظار الحسم الرسمي.
غير أن بطء السياسة في نشر الحلول، تقابله سرعة في انتشار الأوبئة. فبعد كورونا التي عادت أرقامها لترتفع، سجلت اليوم الحالة الأولى من جدري القرود، التي خرقت الحدود اللبنانية عبر المطار، ومنها نبدأ نشرة الأخبار.…