IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “OTV” المسائية ليوم الأحد في 26/06/2022

“شبعنا حكي”. كلمتان تختصران المشهد اللبناني في اسبوع الاستشارات غير الملزمة، التي لا دور لها الا شكليا في تشكيل الحكومة المقبلة، فيما الاساس متروك لحركة المشاورات الجانبية التي يشارك فيها اكثر من طرف.

شبعنا حكي عن صندوق النقد الدولي والاصلاح، فيما خطة التعافي الاقتصادي والمالي لم تنجز بعد، واموال المودعين في مهب الريح، والقوانين الاصلاحية التي بات تكرار اسمائها مملا، نائمة في الادراج.

شبعنا حكي عن التدقيق الجنائي، فيما المطلوب تدقيق جنائي يكشف المجهول المعلوم ويحيله على القضاء، بعيدا من الاعيب الاضرابات، التي تشكل حلقة جديدة في مسلسل التذاكي الطويل.

شبعنا حكي عن ملاحقات قضائية، فيما المطلوب ملاحقات قضائية تفضي الى نتيجة، فتحاسب المذنب، وتبرئ البريء، وتعيد للناس ما فقدوه معنويا وماديا.

شبعنا حكي عن الحكومات السياسية او التكنوقراط او التكنوسياسية، فيما كل المطلوب هو حكومة فاعلة، مشكلة وفق الدستور والميثاق، لتقوم بما يلزم لانقاذ البلاد.

شبعنا حكي عن التغيير، فيما نواب التغيير عن التغيير غافلون، واهتمامهم منصب على تفاصيل، قد تكون مهمة في بلد يعيش في وضع طبيعي، لكنها اليوم ليست من الاولويات.

شبعنا حكي عن جمهورية قوية، فيما الوعود التي ملأت اللوحات الاعلانية بتكاليف باهظة زالت مع ازالتها، ولم يبق منها الا التهكم عليها والسخرية من اصحابها على مواقع التواصل.

شبعنا حكي عن كل شي بالدولة والسياسة، وصار بدنا افعال. والفعل الاول اليوم تشكيل حكومة قادرة على العمل في الاشهر المتبقية من الولاية الرئاسية، ثم انتخاب رئيس جديد وفق الدستور والميثاق، ضمن المهلة الدستورية.

وفي كل الاحوال، لا نتوقع معجزات، ولا نبني الآمال على الرمال، فالتجارب تؤكد ان في ظل النظام السياسي الحالي لا يمكن ان يكون اكثر من الذي كان.