إذا كان النقاش دائما حول استشارات التكليف، هل هي ملزمة بإجرائها أم بنتائجها، فلا نقاش أصلا حول استشارات التأليف في المجلس النيابي، ذلك أن ناحيتها الشكلية أو البروتوكولية هي الطاغية، فيما المشاورات الفعلية لتشيكل الحكومة الجديدة لا تدور إلا في الكواليس، وبين أفرقاء كثيرين قد يكونون من الأضداد في العلن، لكنهم يتواصلون في السر.
وفي انتظار نتائج المشاورات الخفية، بدا واضحا من تصريحات الغالبية الساحقة من الكتل اليوم، أنها مجمعة على غياب الرؤية أو عدم وضوحها، وعلى عدم التخطيط للخروج من الأزمة، بل لحفظ الحصص الوزارية والمواقع السياسة في المرحلة المقبلة، وما ستحمله من تطورات، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي والدولي، علما أن تطورا بارزا سجل اليوم على الخط الإيراني-السعودي، والإيراني-الدولي، حيث كشف المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة أن المفاوضات بين طهران والرياض ستستأنف قريبا، وأن الجانب السعودي مستعد للارتقاء بالمفاوضات الثنائية إلى المستوى الدبلوماسي. وبالتزامن، أكد زاده أنه تم حسم توقيت ومكان جولة المفاوضات النووية المقبلة، على أن يعلن ذلك خلال ساعات.
وبالعودة إلى الشأن المحلي، وبعد فاصل حقوق المثليين الذي ظهر من جديد، الانقسامات اللبنانية العابرة للطوائف والمذاهب والأحزاب، عاد الاهتمام اليوم لينصب على الاساسيات، وأبرزها بدء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، حيث علق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالقول: بعد عامين على إقرار الحكومة التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، ها هي شركة ألفاريز، بالرغم من كل العراقيل والصعوبات والمماطلات، اصبحت جاهزة لمباشرة عملها اليوم. وأضاف: معهم اثنا عشر أسبوعا لتسليم التقرير الأولي، وختم باسيل قائلا: الله يستر مما هو مخبى علينا… لن يموت التدقيق طالما يقف وراءه الرئيس.