Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الإثنين في 11/07/2022

“الدني بألف خير”.
هكذا تبدو أجواء بعض السياسيين اللبنانيين، الذين عادوا إلى حياتهم الطبيعية بعد الثورة المزعومة التي كانت نتيجتها الوحيدة تسريع الانهيار، واثر الانتخابات النيابية التي لم تنجح حتى الآن إلا في إقناع بعض الناس بأنَّ بعضَ من ظنّوهم تغييريين وانتخبوهم، صاروا هم بحاجة منذ الآن إلى تغيير.

“الدني بألف خير”، ولا حاجة إلى الإسراع في تأليف حكومة، ورئيسُها المكلف أمامه متسع من الوقت للمناورة الميثاقية والتسلية السياسية عبر تقديم طروحات يدرك هو مسبقاً أنها لا يمكن ان تمر، فقط لأنه حاز على التكليف، ولا يريد التأليف.

الدني بألف خير، ولا بأس في انتظار الأول من أيلول المقبل لبدء البحث الجدي في الانتخابات الرئاسية. أما الآن، فوقت ضائع، تملأه تحليلات الفارغين، وقراءات سياسية معدَّة وموزَّعة، بهدف خلق أجواء إعلامية وسياسية مؤاتية لهذا المرشح أو ذاك، على غرار أجواء الإحصاءات المغلوطة التي روِّج لها قبيل الانتخابات النيابية، تعزيزاً لحظوظ “فلان او فليتان”، قبل أن يتبين أنها لا صحيحة ولا دقيقة ولا علمية في الأساس.

الدني بألف خير. الناس تعوّدا على الأزمة، والتطبيع جرى مع المآسي الاجتماعية، والزبائنية السياسية التي تنمو على حالات كهذه في أحسن حالاتها.

الدني بألف خير، فلا داعي للإسراع في تبني خطة التعافي المالي بصيغتها النهائية، ولا لزوم للانتهاء من اقرار القوانين الأربعة الأساسية المطلوبة راهناً، أي الموازنة والكابيتال كونترول واعادة هيكلة المصارف ورفع السرية المصرفية، وأمام السياسيين اللبنانيين ترف الوقت لانتظار زيارة جديدة لبيار دوكان، كشفت معلومات ال أو.تي.في. أنها حاصلة على الأرجح بدءاً من السابع عشر من تموز الجاري، ليكرر على مسامعهم الكلام نفسه، وليأتي جوابهم بالوعود المكررة إياها، التي يعرف اللبنانيون قبل الفرنسيين أنها ستبقى حبراً على ورق وكلاماً في الهواء.

الدني بألف خير. لا لزوم لنشاط قضائي استثنائي في ملفات محاربة الفساد، والأساس تمرير اتهام القاضية غادة عون بخرق موجب التحفظ، فهنا أصل البلاء والانهيار. أما العدالة في جريمة انفجار المرفأ، فلا داعي للعجلة في اصدار القرار الظني المرتبط بها، لأن العدالة تنتظر، والموقوفين ظلماً يمكن ان يمكثوا سنوات بعد في السجون.

الدني بألف خير، ولائحة الأمثلة كثيرة. أما البداية فمن حريق رومية بعد زفتا.