IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”otv” المسائية ليوم الثلثاء في 12/07/2022

يا ناطرين، شو ناطرين؟

أغنية شهيرة كان يرددها الناشطون الحقيقيون في سبيل الحرية والسيادة والاستقلال بين عامي 1990 و2005، لحث الناس على التحرك في مواجهة الاحتلال والوصاية، قبل أن تتحول اليوم لسان حال كل مواطن لبناني لا يستطيع أن يفهم ما الذي ينتظره النواب الذين انتخبهم قبل حوالى الشهرين كي يباشروا في عملية انقاذ البلاد كما تعهدوا في الوعود الانتخابية الكثيرة.
يا ناطرين، شو ناطرين، كي تبدأوا البحث في الاستراتيجية الدفاعية على الأقل مثلاً، بعدما طبَّلتم وزمَّرتم لسحب سلاح حزب الله قبل الانتخابات، ليسود صمتكم المطبق في اليوم التالي لفوزكم بالمقاعد.

يا ناطرين، شو ناطرين، حتى تقروا خطة التعافي المالي بصيغتها النهائية، مع القوانين الضرورية المرتبطة بها، أي موازنة 2022 والكابيتال كونترول وإعادة هيكلة المصارف والسرية المصرفية. وكلُّ هذا العمل المطلوب دولياً، ممكن في ساحة النجمة، بلا حاجة إلى حكومة أصيلة، هذا إذا افترضنا انطلاقاً من الواقع أن التشكيل قد يطول أو يطير.

يا ناطرين، شو ناطرين، حتى تبلوروا تصورات محددة للاستحقاقات المقبلة، وأولها الانتخابات الرئاسية. فلماذا يمتنع الراغبون مثلاً عن إعلان ترشحهم وبرامجهم منذ الآن؟ ولماذا تمتنع الكتل، ومعها النواب المنفردون، عن تأييد هذا أو ذاك من المرشحين وفقاً لما يطرح من تصورات للخلاص؟ لماذا الخجل؟ وماذا ومن ينتظر كل هؤلاء؟ وهل من الطبيعي أن يجيب معظم النواب لدى سؤالهم عن الرئاسة، بأنهم لا يدركون إن كان الاستحقاق سيتم في موعده ام لا؟

يا ناطرين، شو ناطرين، حتى تطلقوا البحث الجدي، “عالبارد” ولو لمرة، في الثغرات الدستورية المعروفة، التي تتطلب معالجتها إما تفسيرات أو تعديلات موضعية، وحتى تنطلقوا في استكمال تطبيق اتفاق الطائف ولو بعد اثنين وثلاثين عاماً، بدءاً بإقرار قانون اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، وبلا عقد مفتعلة أو حجج لا تقنع حتى مفبركيها؟

يا ناطرين، شو ناطرين؟ تمرُّ الأيام وتمضي السنون، والأزمة باقية وتتمدد، وأنتم على ما يبدو “ناطرين” أمراً واحداً فقط لا غير: تطبيع المجتمع مع الأزمة ومقتضياتها، ومع الاستنسابية التي تطبع القرارات والتصرفات، والتي منها نبدأ نشرة الاخبار.