حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، تواصلت تهجمات المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي على التيار الوطني الحر ومن يمثل، على جبهة تأليف الحكومة الجديدة، التي يبدو من الواضح أن ثمة من لا يريدها وفق الأسس الدستورية والميثاقية السليمة، ممننا النفس ربما بسلطة أوسع يخال أنه سينالها إذا حدث شغور رئاسي.
وفيما استفاق اللبنانيون اليوم على مزيد من الضبابية حول معظم الملفات الداخلية، ولاسيما مصير رفع سعر الدولار الجمركي، إلى جانب أسعار المحروقات، في ظل التناقضات الواضحة بين المعنيين، ظلت الأنظار متجهة نحو الملفين الأكثر أهمية من معظم الاستحقاقات المحلية الصرف:
الملف الأول، ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، حيث برز اليوم كلام لوزير الدفاع الإسرائيلي أعرب فيه عن اعتقاده بأنه سيكون هناك حقلان للغاز في المستقبل: واحد من جانبنا والآخر من جانبهم، على حد تعبيره… علما ان الترقب سيد الموقف لكلمة الامين العام لل”الحزب”، التي تنقلها ال”او.تي.في.” مباشرة على الهواء اعتبارا من الثامنة والنصف من هذا المساء. غير ان التطور الابرز في هذا الاطار، سجل من خلال اتصال مطول جرى بعد ظهر اليوم بين نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، نتوقف مع تفاصيله في مستهل النشرة.
أما الملف الثاني، فالمفاوضات الإيرانية-الأميركية، التي ظلت الإيجابية تظللها على رغم الاتهامات بالمماطلة والتأخير.
وبالنسبة إلى الاستحقاق الداخلي الأبرز، اي انتخابات رئاسة الجمهورية التي تبدأ المهلة الدستورية لإجرائها بعد أقل من عشرة أيام، فلا يزال الجميع يتصرف وكأن لا انتخابات، خصوصا في ضوء القدرة التعطيلية المتبادلة للنصاب الدستوري، وفي غياب القدرة لدى أي مرشح محتمل، أقله حتى الآن، على جمع أصوات خمسة وستين نائبا، مطلوبة لنجاحه، في حال تأمين النصاب.