لولا بارقة الأمل الناتجة عن التطورات المتسارعة في ملف الترسيم، لأمكن التأكيد أن المجهول هو المصير الحتمي لمختلف المسارات السياسية والاقتصادية والحياتية في لبنان.
فالاستحقاق الرئاسي مصيره مجهول، في ضوء القدرة المتبادلة على تعطيل النصاب، وفي موازاة عدم تأمين أي مرشح من أصحاب الأسماء المتداولة أكثرية مطلقة من عدد النواب، حتى يؤمن الفوز إذا تأمن النصاب.
وتأليف الحكومة مصيره مجهول، في ضوء اقتصار المعطيات في شأن الملف على ايجابيات يدلي بها بعض المسؤولين في تصريحات إعلامية، لا تلبث أن تقابلها سلبيات يعبر عنها مسؤولون آخرون.
ومعالجة المآسي الحياتية المتوالدة مصيرها مجهول، في ضوء الترقيع المتنقل بين قطاع وقطاع، والحلول الجزئية التي ترضي البعض، وتحزن البعض الآخر، لنبقى في دوامة من المطالب والمطالب المضادة المحقة، فيما الحل الجذري الذي ينطلق من إقرار خطة التعافي المالي، ومعها القوانين الأربعة الأساسية، أي السرية المصرفية الذي رده رئيس الجمهورية لتحصينه أكثر، واعادة هيكلة المصارف، والكابيتال كونترول، فضلا عن الموازنة، التي تعرضت اليوم لحملة مزايدات جديدة من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الشريك في كل ما حل بالبلاد على المستويين الاقتصادي والمالي منذ عام 2005 على الأقل، انما المتعفف اليوم عن تحمل المسؤولية، ملقيا بها على الآخرين، تحت وابل من الشعارات غير الواقعية، والعبارات المعسولة، المغسولة بالسموم السياسية، وكلام الحق الذي يراد به الباطل، لا أكثر ولا أقل.