على الجبهة الرئاسية، الخرق مستبعد في المرحلة الراهنة. فتوزع القوى بات واضحا بين مصوت لميشال معوض، ومرشح لسليمان فرنجية، وطارح لحل متكامل، يبدأ بانتخاب رئيس وفق برنامج محدد في السياسة والاقتصاد، على ان يلتزم به العهد كاملا، حكومة ومجلس نواب. أما احتمالات التوفيق بين الاتجاهات الثلاثة، التي يعبر عنها كل من الاطراف، فيبدو مستحيلا، أقله اليوم.
فالمصوتون لميشال معوض، يناهضون المقاومة. ومرشحو سليمان فرنجية، أولويتهم حماية المقاومة. أما رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي يرى في بناء الدولة الأولوية المطلقة اليوم، من دون أن يتعارض ذلك مع حماية المقاومة للدولة، فجدد في مقابلة مع مونتي كارلو الدولية، رفض انتخاب فرنجية، لأنه ليس مرشحا توافقيا، كما قال ردا على سؤال.
أما على الجبهة الحياتية، فترقب لمصير الكهرباء بساعاتها العشر، في وقت بدا أن صفحة الفيول الايراني قد طويت، ومشروع الكهرباء والغاز من الاردن ومصر، المدعوم نظريا من الولايات المتحدة، يترنح تحت وطأة مندرجات قانون قيصر الأميركي من جهة، والاستعصاء اللبناني على الإصلاح من جهة أخرى.
وفي موازاة ملف الكهرباء، يثير رفع سعر الدولار الجمركي مخاوف الناس مع كل ساعة تمضي، في وقت بدأ بعض القطاعات برفع الصوت، تحذيرا من الفوضى الآتية حتما في ضوء الغموض غير البناء المعتمد من قبل معظم المعنيين بتنظيم هذا الموضوع.
يبقى أخيرا وليس أخيرا، قانون الكابيتال كونترول بما يرمز إليه من إصلاح، والذي يحضر مجددا الإثنين على طاولة اللجان النيابية المشتركة، من دون أن يبرز اي مؤشر الى قرب اقراره، بما يطمئن المودعين القلقين على مصير الودائع. أما البداية، فمن الملف الرئاسي.