IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم السبت 5/5/2018

منذ عام 1990، وعينهم الضيقة تلاحقها. عام 1992، تجاهلوها. عام 1996، ضيقوا عليها. أما عام 2000، فأحكموا الطوق حولها بالكامل. بعد خمس سنوات، وتحديدا سنة 2005، خيل إليها أن الطوق انكسر. فرحت، هللت وغنت. أما السجان، فظل هو إياه، عينه الضيقة تلاحقها، تراقبها، وتطاردها من مكان إلى مكان.

قبل خمس سنوات، أي سنة 2013، لم تعد تلك العين تحتملها. وبعد طول تخطيط وترصد وتعقب، اختطفوها. في مكان مقفر احتجزوها. عتموا عليها وعلى أخبارها، وضربوا كل من كان يسأل عنها. نكلوا بمن طالب بكشف مصيرها، وسعوا إلى قتلها، منعا للعودة. حتى أنهم حاولوا مرارا اغتصابها، فحالت طعون مقدمة أمام المجلس الدستوري، من تكتل “التغيير والإصلاح” على وجه الخصوص، دون المس بشرفها، أو تلطيخ سمعتها، أو التعرض لكرامتها وكرامة أهلها اللبنانيين.

أخفوا مصيرها لسنوات. ربطوه بقضايا إقليمية ودولية، وبذرائع محلية توكلها محامون، رؤساء مؤسسات دستورية، كان يفترض أن تستمد سلطتها وشرعيتها من الشعب. غير أن المطالبين بها حرة سيدة كريمة، لم يستسلموا. تحركوا، رفعوا الصوت، وفاوضوا حتى النفس الأخير، ففرضوا قانونا يعتمد النسبية للمرة الأولى في تاريخ لبنان. قانون خلع باب السجن، وطرد السجان، وأنقذها من براثن المتربصين.

أما غدا، الأحد في السادس من أيار 2018، فموعدها المنتظر مع الحرية. ولهذه المناسبة، أعد لها استقبال شعبي كبير. كبير، على امتداد الوطن الكبير، في 15 دائرة انتخابية، اكتملت استعداداتها في الساعات الماضية، احتفاء بتحرير الديموقراطية المخطوفة، وعودتها منصورة إلى أهلها اللبنانيين.

أما حراسها هذه المرة، فجميع اللبنانيين، الذين يتأهبون لمشاركة كثيفة غير مسبوقة غدا في العملية الانتخابية، تكريسا لعهد الحرية، وعهدا عليهم بأن يكملوا المسيرة، لأنهم وعهد الحرية، كانوا، وسيبقون… أكثرية.