في أسبوع الأعياد، لم يكن ينقص اللبنانيين سوى استعادة مشاهد الطوابير أمام محطات المحروقات، في أحد الانعكاسات المباشرة لفوضى التعاميم والدولار، التي أدت إلى حال من الضياع في أكثر من قطاع، لم تسلم منها حتى، رواتب القطاع العام، التي طرح المعنيون بها أكثر من سؤال حول تأثرها بالسعر الجديد لصيرفة، قبل أن تتوضح الصورة، التي تبقى في كل الاحوال جزءا صغيرا من مشهد اكبر هو الانهيار الاقتصادي والمالي المستمر منذ 17 تشرين الاول 2019، من دون أن تبرز في الافق اي مؤشرات الى امكان التوصل إلى مخارج على يد اركان الطبقة السياسية المسيطرة على البلاد منذ عام 1990 على الاقل، هذا اذا لم نعد الى زمن الحرب.
فخطة النهوض معلقةٌ على الخلاف حول توزيع الخسائر بين الدولة والمصرف المركزي والمصارف. والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي معلقةٌ على خطة النهوض، والموضوع برمته معلقٌ على قرار سياسي غائب في ضوء عجز مجلس النواب عن اقرار القوانين المطلوبة، وعن انتخاب رئيس، وفي موازاة تخبط على مستوى حكومة تصريف الاعمال، من مظاهره الاخيرة، الخلاف حول المساعدات المالية للأسلاك العسكرية والامنية.
فماذا سيقول الرئيس العماد ميشال عون الليلة بعد الاخبار عن كل تلك التطورات، في مقابلة سياسية هي الاولى له من الرابية بعد انتهاء ولايته الرئاسية؟ من يرشح لرئاسة الجمهورية، ووفق اي معيار؟ هل صارت مقاربة ازمة النظام امرا حتميا بالنسبة اليه؟ من المسؤول عن الازمة الحكومية الراهنة وما السبيل للنهوض بلبنان بعد اثنين وثلاثين عاما من الفساد والتدمير الممنهج للاقتصاد؟ وماذا سيكتب التاريخ عن ولايته الرئاسية وما هي رسالته للبنانيين عن الماضي والمستقبل؟ وبماذا يوصي العونيين؟ كل التفاصيل في الحلقة الخاصة في تمام الثامنة والنصف تحت عنوان ضروري نحكي مع الجنرال.