لولا بشرى حلّ أزمة جوازات السفر التي زفَّها اللواء عباس ابراهيم الى اللبنانيين اليوم، وباستثناء خبر قدوم الوفد القضائي الأوروبي إلى لبنان غداً، ونافذة الأمل التي يفتحها في جدار محاربةِ الفساد السميك، لأمكن القول إن الحزنَ يلفُّ لبنان.
فعلى المستوى الرئاسي والحكومي، الحزنُ يلف لبنان، لأن الشغورَ مستمر، ولأن عجز الكتل النيابية عن انتخاب رئيس جديد، بات من الثوابت، تماماً كمحاولة رئيس حكومة تصريف الأعمال ومن وراءه، حذف الموقع الأول في الدولة اللبنانية من معادلة المراسيم، ومن خلال الإصرار على عقد جلسات مبتورة لمجلس الوزراء، بما يخالف الميثاق ويسقط الدستور.
وعلى المستوى التشريعي، الحزنُ يلفُّ لبنان، لأن إقرار القوانين الضرورية والإصلاحية دونَه مطبات كبيرة، تبدأ بالمصالح الشخصية والمالية، ولا تنتهي بالمصالح السياسية، وتمرُّ بلا أدنى الشك بثقافة الفساد، وبالزبائنية، وبغيرهما من العناوين التي باتت لصيقة بالحياة السياسية اللبنانية، في دولة الطائف بشكل خاص.
وعلى المستوى المعيشي والصحي والتربوي وسائر المتفرعات، الحزن يلفُّ لبنان، فلا نهوض بلا خطة نهوض، ولا خطة نهوض بلا تفاهم على توزيع الخسائر، ولا أموال للمودعين ولا اتفاق مع صندوق النقد الدولي بلا الخطة والتفاهم.
وحتى على المستوى الفني، الحزن يلفُّ لبنان، ومعه كلَّ بلدان الانتشار والعالم العربي. فالفاجعة التي حلَّت بعائلة جورج وسوف، ابو وديع، بوفاة ابنه وديع، آلمت كلَّ محبيه، وجمهورَه العريض، أينما كان، ومنها نبدأ نشرة الاخبار.