عراب الطائف رحل.
أما الطائف، بما هو وثيقة للوفاق الوطني، تؤكد إرادة اللبنانيين في العيش معا، فبقاء لبنان من بقائه، بغض النظر عن تفاصيل التباينات حول النصوص التي تبقى قابلة للتفسير والتعديل وفق أحكام الدستور، ودائما بروح الوفاق.
عراب الطائف رحل.
أما محاضر الطائف، فمصيرها مجهول، ووجودها في متناول مجلس النواب ضرورة، لا من اليوم، بل منذ أربعة وثلاثين عاما، كي تتم العودة اليها كلما وقع خلاف، للوقوف على ارادة المشترع وقصده من كلمة او عبارة او نص.
عراب الطائف رحل.
أما تطبيق الطائف، فمعلق منذ اقراره: ذلك أن شره القليل طبق بشكل جيد، فترجم استغناء عن السيادة وضربا للتوازن. أما خيره الكثير، فطبق بشكل سيء، لندفع الثمن اليوم كلبنانيين، دولة منهارة، وشعبا يبحث عن ابواب الهجرة.
عراب الطائف رحل.
اما المؤسسات التي ارسى قواعدها الدستور المعدل، او جددها، فمعطلة: رئاسة الدولة شاغرة، وصلاحياتها المنقوصة، ثمة من لا يزال يحاول الاستيلاء عليها، فيما رئيس حكومة تصريف الاعمال مصر على الاستفزاز، وعلى التعامل بخفة مع ما يمس جوهر الميثاق الوطني والعيش المشترك ووحدة لبنان… كل ذلك، على وقع تشريع متعثر للقوانين الضرورية والاصلاحية، وفي موازاة قضاء شبه مشلول، ما يفتح الباب لدور قضائي خارجي، وتحديدا اوروبي، في عدد من الملفات، منها المالي، ومنها ما يرتبط بجريمة انفجار مرفأ بيروت.
عراب الطائف رحل.
أما رعاته الإقليميون والدوليون، فمطالبون باستعادة الدور، للوقوف الى جانب لبنان، وإنقاذ شعبه من المحنة غير المسبوقة في تاريخه، التي لا يعرف أحد إلى أين ستقود.
لكن، بعيدا عن كل ما سبق، تحضر ازمة النزوح السوري غدا في مؤتمر ينظمه التيار الوطني الحر، ليطرح من خلاله الموضوع من مختلف جوانبه. وقد علمت ال او.تي.في. في هذا الاطار، ان المؤتمر سيشكل مفاجأة من حيث الشكل والمضمون، سواء لناحية التوصيات التي ستصدر، او لجهة المشاركة الاقليمية والدولية، فضلا عن المحلية، في أعماله.