لماذا جرى ما جرى في الساعات الاخيرة، ولمصلحة من؟ هل هو حرص مفاجئ على سمعة دولة متحللة، ام عمل مقصود لحرف الانظار من اتجاه الى آخر، عشية تطورات قضائية كبرى محتملة، في ملفي الفساد وانفجار المرفأ؟ وهل من رابط بين التوتير الذي افتعل في الساعات الاخيرة، والتوتير الذي قد يفتعل الاسبوع المقبل، من خلال الاصرار على عقد جلسة حكومية، لن تنتج عنها كهرباء، بقدر ما ستنتج عنها كهربة اضافية للجو السياسي في بلد بلا رئيس، وبلا افق لانتخاب رئيس؟
في الساعات الاخيرة، عادت وجوه شؤم كثيرة ارتبط اكثرها بالمآسي التي حلت بلبنان منذ 17 تشرين، الى دائرة الضوء. وفي الاسبوع المقبل، الاحتمال كبير جدا بعودة الممارسات المسقطة للميثاق والمخلة بالعيش المشترك والضاربة للتوازن، التي عرفها لبنان في زمن الوصاية، لتطل برأسها للمرة الثانية في اقل من شهرين. فمن هو المستفيد؟
وفي موازاة كل ما تقدم، استعاد البعض في الايام الاخيرة نغمة الافتراء على الرئيس العماد ميشال عون. واليوم، طالعتنا صحيفة نداء الوطن بكلام منسوب الى الرئيس عون بشأن وثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وادعت انه منقول عن احد المشاركين في لقاء شبابي مع الرئيس عون. وبناء عليه، اوضح المكتب الإعلامي للرئيس عون ما يلي:
أولا، إن وسيلة إعلامية تعتمد هذا الأسلوب السفيه والتحريضي وتنسب الكلام الى مصادر تنقل عن مصادر، أقل ما يقال فيها إنها تفتقد ليس فقط الى المهنية والمصداقية، بل أيضا الى الأخلاق.
ثانيا، إن التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله منوط بقيادة الحزبين، وهو ليس إطارا جامدا، ويوم يشعر أحد الطرفين بالحاجة الى إعادة النظر ببعض بنوده فلا شك أنه سيفعل.
ثالثا، عندما يكون لدى الرئيس عون ما يريد قوله فإنه يقوله جهارا ولا يحتاج الى التلطي وراء لعبة المصادر.
غير ان بداية النشرة من تطورات الساعات الاخيرة.