Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ“otv” المسائية ليوم الأربعاء في 08/02/2023

في وقت غابت المعطيات الأكيدة حول نتائج الاجتماع الباريسي الخماسي حول لبنان، الحوار الرئاسي المحلي بين المتعذر والمتعثر.
فالحوار بين المسيحيين في بكركي متعذر، بسبب موقفين سلبيين:
الأول، من القوات اللبنانية، التي تحاول تفادي اي التزام في انتظار اتضاح المؤشرات الخارجية، لتبني على الشيء مقتضاه، ومن هنا تلويح رئيسها بتعطيل النصاب منعا لوصول سليمان فرنجية، لكن تحت سقف محدد، هو عدد معين من الجلسات، قبل التسليم بالنتيجة، إذا كانت الأكثرية الداعمة لرئيس المردة صلبة، وفق تعبير سمير جعجع بالذات.
أما الموقف السلبي الثاني، فمن فرنجية نفسه، الذي يخشى الصورة التي ستتظهر حتما عن اي لقاء مسيحي مصغر او موسع، ومفادها ان تأييده المسيحي محصور بأعضاء كتلته الرباعية المركبة، وبعدد قليل جدا من النواب المسيحيين من خارج اعضاء الكتل المسيحية الرئيسية، والذين لن يتجاوز عددها عدد اصابع اليدين.
أما الحوار على المستوى الوطني، فمتعثر. والدليل، وصول الحركة التي قادها وليد جنبلاط في الاسابيع الاخيرة الى حائط مسدود، أقله راهنا، بشهادة ما ادلى به وائل بو فاعور اليوم بعد زيارة وفد من اللقاء الديموقراطي للمرشح ميشال معوض، الذي جدد التحذير من انفراط عقد مؤيديه الرئاسيين، حيث تأكد من احتماله خلال اللقاء مع الوفد الجنبلاطي.
هذا على المستوى المحلي. لكن، كم تبدو الخلافات السياسية اللبنانية صغيرة، أمام مشهد المأساة التي تتكشف ضخامتها يوما بعد يوم في سوريا وتركيا، بفعل الزلزال الذي اودى حتى الآن بأكثر من اثنتي عشرة ضحية.
وكم تظهر المماحكات الداخلية سخيفة، أمام أصوات المستغيثين، ونداءات المجروحين، المنبعثة من تحت الركام، أملا بالحياة.
وكم هي بلا معنى كل نكاياتنا الداخلية، وحرتقاتنا التاريخية، امام قلق اهالينا اللبنانيين وقهرهم، عل الخبر اليقين يبلغ مسامعهم، عن بنات وابناء، عن آباء وأمهات، عن وإخوة وأخوات وأطفال وأصدقاء، طمروا في لحظات، تحت الركام. واليوم، اكثر من خمس واربعين دقيقة استمر لقاء الوفد الوزاري اللبناني مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي اعرب للوفد اللبناني عن تقديره لخطوة لبنان الاساسية، معتبرا ان بداية التحولات السياسية في المنطقة ستكون من بوابة لبنان. وأكد الأسد ان هذه الخطوة ما بين الجارين والبلدين الشقيقين لها وقع مميز جدا بالبعدين الانساني والسياسي، آملا في ان تكون فاتحة لعودة العلاقات السياسية الطبيعية بين البلدين. الوقد اللبناني ركز من جهته على أهمية التضامن، مشددا على ان العلاقات بين الدول لا تقوم فقط على المصالح والعلاقات السياسية، بل العلاقات الانسانية الاساسية وكان تشديد من الجانبين على ضرورة التضامن بين البلدين في هذه المرحلة لتجاوز تداعيات الزلزال المدمر، على ان يعاود التواصل بعد انتهاء عمليات الاغاثة لايجاد سبل حل ملف النزوح السوري، لا سيما ان المجتمع الدولي الذي تخاذل في تقديم الدعم الانساني لسوريا لمساعدتها بعد الزلزال، لا يساعد لعودة النازحين السوريين.