عن لبنان الجميل، لبنان الثقافة والحضارة، لبنان الذي يستحق أن تقام على أرضه “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار”، تحدث رئيس الجمهورية اليوم. فهذا اللبنان له وجه آخر، لا يمكن أن نسمح لضجيج الحاضر أن يحجبه… وجه الإبداع الذي تكلم وكتب بكل لغات الحضارات. فما سمعناه في الأيام القليلة الماضية من كلام، وما استتبعه من ردود فعل، لم يسئ الى شخص أو فريق أو جماعة، بل أساء الى الوطن والى جميع أبنائه من دون تمييز، وكاد أن يعيد عقارب الساعة الى الوراء وهذا ما لن نسمح به أبدا، قال رئيس البلاد، مضيفا أن الاستقرار الذي ينعم به لبنان لن يستطيع أي طرف، الى أي جهة سياسية أو حزبية انتمى، أن يستهدفه… لا سيما أن المؤسسات القضائية والأمنية قادرة على وضع حد للتجاوزات في القول أو في ردود الفعل، وعازمة على تصحيح الأخطاء في الأداء عندما تقع.
أما خلاصة الكلام، فدعوة إلى القيادات كي تعي دقة الظرف الذي يمر به الوطن، وسط ممارسات معادية، وتهديدات متزايدة، مضافة الى ما يلحق بنا من أضرار مالية واقتصادية، بحيث صار من الواجب علينا جميعا توحيد الجهود للخروج من هذا الوضع.
إذا كان البدء هو للكلمة، قال رئيس الجمهورية، فإن الحرف هو الذي سمح لهذه الكلمة ان تحفظ ولا تندثر في الهواء… فعسى أن يستجيب المعنيون لكلام الرئيس، وأن لا تندثر معانيه مرة جديدة، في هواء الضياع.