IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الثلثاء في 2023/04/25

فجأة، أدرك الجميع أن أزمة النزوح السوري خطيرة، وأن وضعها على سكة الحل أمر ملح.
فالمرجعيات الروحية التي كانت تتجنب التطرق الى الموضوع، صار النزوح شغلها الشاغل.
والأطراف السياسيون الذين وصل بهم النكد يوما حد القول إن النازحين لن يعودوا الا على جثثنا، صاروا اليوم يزايدون بموضوع العودة، وكأن اللبنانيين بلا ذاكرة، أو أن سجل المؤتمرات والمقابلات والتغريدات يمكن محوه.
أما التيار الوطني الحر الذي كان أول المنبهين من الأزمة منذ عام 2011، فلا يزال ملاحقا بالعنصرية، تهمة جاهزة في حق الرئيس العماد ميشال عون، وبشعار “اللاجئين جوا جوا…باسيل برا برا” يتردد في ساحات انقلاب 17 تشرين.
غير ان جنوح البعض نحو خطاب غير عقلاني في ملف النزوح لا يخدم القضية، ذلك أن حل الأزمة لا يمكن أن يتم تحت عنوان الكراهية، بل باحترام كامل للمبادئ الإنسانية المعروفة، ولفكرة العودة الآمنة والكريمة، التي تحقق مصلحة السوريين، وتحمي مصالح لبنان، المنهك أصلا بفعل أزماته المتراكمة.
وعلى سيرة الأزمات المتراكمة، بدا واضحا أن منجمي السياسة اللبنانية أخفقوا من جديد. فالمفاجأة الرئاسية الموعودة بعد الاعياد ذهبت أدراج الرياح، تماما كحظوظ سليمان فرنجية مسيحيا، في ضوء مواقف الغالبية الساحقة من القوى ذات التمثيل. وفيما ترتقب المواقف التي سيطلقها في مقابلته التلفزيونية غدا، والتي صودف بثها في الذكرى الثامنة عشرة للانسحاب السوري من لبنان، من دون انتباه المعنيين على الأرجح، علم ان النائب غسان سكاف بدأ جولة على المسؤولين، وبينهم اليوم رئيس التيار الوطني الحر، طارحا فكرة المشاركة في جلسة رئاسية يتنافس فيها المرشحان فرنجية وصلاح حنين على المركز الأول، علما أن حظوظ الفكرة ليست كبيرة، في ضوء تمترس الافرقاء خلف متراسي الفرض والتحدي.