الاستحقاق الرئاسي، “لا هبة باردة ولا هبة سخنة”، وكل ما يروج في بعض الاوساط عن تقدم لهذا او ذاك من المرشحين، لا يعدو كونه ذرا للرماد في العيون.
هذا هو الواقع الذي يمكن استخلاصه من المواقف المعلنة لأفرقاء الداخل، على رغم التحولات الإقليمية المتسارعة، وآخرها قرار إعادة سوريا الى جامعة الدول العربية.
فمحور الممانعة يزداد تمسكا بسليمان فرنجية، معتبرا أن ما يجري في المحيط يصب في صالح هذا المرشح من دون سواه، لأن الأولوية عند هذا الفريق تبقى للاتجاه الاستراتيجي، لا بناء الدولة.
ومحور المواجهة في المقابل، يزداد مزايدات وانقسامات: فحزبا القوات والكتائب لا يرضيان الا بمرشح يتحدى مكونا كاملا، وبعض التغييريين ضائعون، وبعض المستقلين يتحينون الفرصة الرئاسية، علهم يركبون موجة الترشيح بعد انعدام حظوظ ميشال معوض.
أما التيار الوطني الحر، وكما أكد النائب جبران باسيل أمس، فلن يغطي الإقصاء والتهميش، وأكثر من ذلك، لن يكون جزءا من التمديد للأزمة، ولهذا، فقراره حاسم بعدم تأييد فرنجية، لا لسبب شخصي، بل لأن الظروف لن تسمح له بالنجاح، والكلام عن سحب الفيتو السعودي في شأنه لا يفيده، لأنه كمن يقول للبنانيين “اصطفلوا”.
اما الخروج من النفق، فكان وسيبقى، رهن تحقق شروط ثلاثة:
الشرط الاول، احترام الميثاق مسيحيا ووطنيا، باختيار مرشح يتمتع بصفة تمثيلية مباشرة او غير مباشرة، ويحظى بقبول لبناني عام.
الشرط الثاني، ان يتوج وصول المرشح المذكور تفاهما على خطوط عريضة لبرنامج الانقاذ، فماذا ينفع لبنان اذا ربح رئيسا وخسر الإصلاح؟
اما الشرط الثالث، فأن يكون المرشح عنوانا لانخراط اقليمي واسع في نهوض لبنان، من ضمن مسار النهوض الشامل في المنطقة كلها، ومع الحفاظ على عناصر القوة من دون اي تفريط.
وفي انتظار تحقق الشروط المذكورة، يعيش اللبنانيون كل يوم بيومه، على أمل بزوغ فجر الخلاص في وقت غير بعيد.