Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”otv” المسائية ليوم الأحد في 2023/06/18

الميثاق والاصلاح. كلمتان كفيلتان باختصار العقدة اللبنانية، لا اليوم فقط، بل منذ عام 2005، اي منذ اللحظة السياسية التي خيل فيها الينا، اننا اصبحنا احرارا اسيادا مستقلين، قادرين على حكم انفسنا بأنفسنا، للمرة الاولى منذ الطائف. فمنذ عام 2005، والميثاق نصف اول من العقدة: اولى التجارب السيئة ابقت على قانون انتخاب عهد الوصاية، وثانيها تحالف رباعي نيابي وفي الحكومة. اما الهدف، فمحاصرة الممثل الاول للمسيحيين العائدين الى النظام، ومنعه من الحصول على كتلة نيابية وازنة وحرمانه من المشاركة في الحكومة، وصولا الى تحريم انتخابه رئيسا للدولة.

وفي موازاة ما تقدم، امعان في اغراق ادارات الدولة بالازلام والمحاسيب، وتلوينها بالطائفية والمذهبية، تحت شعارات جميلة، عبرت عن نفسها خير تعبير بإشكاليتي مياومي الكهرباء وحراس الاحراش. ومنذ العام 2005 ايضا، والاصلاح نصف ثان من العقدة.
التجربة السيئة الاولى، امعان في تغييب الموازنات العامة، وتشدد في رفض قطوعات الحساب. والتجربة السيئة الثانية قضاء مشلول وتطييف اي محاسبة ومذهبتها وعرقلة كل المشاريع التي لو انجزت، لكنا اليوم في مكان آخر، وابرزها على الاطلاق خطة الكهرباء.
عام 2016، ونتيجة ظروف معروفة، لاحت بارقة امل.

صار في بعبدا رئيس ميثاقي واصلاحي في آن، للمرة الاولى منذ الطائف. الرئيس الميثاقي صحح بالقوة السياسية، قانون الانتخاب، وعلى عهده لم تشكل حكومة واحدة خارج الميثاق، ولم يجر تعيين واحد خارج التوازن والمناصفة التامة، وهذا من باب التوصيف، لا الترويج. اما الرئيس الاصلاحي، فحاول كثيرا، ضمن الصلاحيات والدور، ولكن تبين منذ اليوم الاول انه تحت عنوان الاصلاح مجرد من اي حليف. غير ان التعاون مع الشركاء في الوطن، الذين انتخبهم الناس، ومنحوهم كتلا كبيرة، كان خيارا وحيدا، لأن التعاون مع آخرين، تجاوز للميثاق وللواقعية السياسية.

عام 2019، اجتمع المنزعجون من تكريس الميثاق مع المتضايقين من فكرة الاصلاح معا ضد الرئيس الميثاقي والاصلاحي. مضت ثلاث سنوات، وحان مجددا موعد انتخاب رئيس. اما عقدة لبنان ما بعد الطائف، فهي هي. تختصرها كلمتان: الميثاق والاصلاح. واليوم، اقصى تمنيات اصحاب التجارب السيئة منذ عام 2005، رئيس ينقض الميثاق ويتناقض مع الاصلاح… وقد يساومون لاحقا على ما هو اسوأ. وهذا ما يفسر كل ما يرافق الاستحقاق الرئاسي اليوم. انها عقدة لبنان ما بعد الطائف، وهي عقدة ستبقى الى امد غير منظور، بلا اي حل. هذه هي الحقيقة الحزينة، التي لا قد لا يدركها هذا الاسبوع جان ايف لودريان.