IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”otv” المسائية ليوم السبت في 24/06/2023

قبل ان تنتهي زيارة جان ايف لودريان الاولى لبيروت كموفد رئاسي فرنسي، بدأت التحليلات والقراءات تتضارب من كل حدب وصوب، فيما المطلعون الفعليون على ما دار من نقاشات مقلون في الكلام، الى حد تكرار العموميات ردا على اي سؤال.
ولكن، من السذاجة السياسية بمكان، الاعتقاد بأن شخصية فرنسية بهذا المستوى سلمت ملف لبنان لمجرد الاستطلاع والاستماع وجس النبض، وفق الكلمات والعبارات التي راجت في الايام الماضية.
فالمنطق وحده، بعيدا عن اي معلومة، يقود حكما الى الاستنتاجات الآتية:
اولا، من الطبيعي ان يكون وزير الدفاع والخارجية الفرنسية السابق، صاحب الباع السياسي الطويل، والمطلع على تفاصيل الملف اللبناني، قد رسم لنفسه استراتيجية او خارطة طريق معينة لمقاربة الازمة اللبنانية التي القيت بين يديه بتكليف من الرئيس ايمانويل ماكرون… ومن غير الطبيعي ان يروج البعض او يصدق على الاقل، بأن الموفد الفرنسي لا يملك خطوطا عريضة لتصور سيطرحه عاجلا ام آجلا على المعنيين.
ثانيا، من البديهي ان يكون مجرد تكليف لودريان بمثابة الاقرار الضمني بوصول المساعي التي قادها مسؤولون فرنسيون آخرون الى طريق مسدود. اما حال الانكار التي يعيشها البعض، وبينهم كبار المسؤولين في الدولة، فلا تصرف في السياسة، وتتناقض اصلا مع الاقرار الصريح الذي عبر عنه لودريان خلال بعض لقاءاته، بأن صفحة قد طويت ومرحلة جديدة بدأت.
ثالثا، من نافل القول ان المقايضة التي كانت مطروحة سابقا بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، قد سقطت… ليس فقط من باب الاسماء، بل من بوابة المبدأ ككل، ليصبح المطروح اليوم حوارا اشمل واوسع لا يقتصر ابدا على انتخاب رئيس.
لكن في المحصلة، لا شيء مؤكدا بعد… ولن يكون كذلك قبل بلورة الصورة النهائية للطرح الفرنسي الجديد. غير ان الاهم من اي طرح، يبقى اجراء الاطراف اللبنانيين مراجعة واقعية لمواقفهم، فيعاندون حيث يجب، لكن يتنازلون حيث تقتضي الضرورة، والمصلحة الوطنية، بدءا بمرشح الثنائي، الذي اسقطته ذهنية الفرض اولا، ومحاولة تجاوز الميثاق ثانيا، وغياب الرؤية الاصلاحية ثالثا، قبل ان يسقطه لودريان.