الفراغ بلا أفق والحوار الشكلي بلا معنى. هذا هو المشهد الرئاسي اليوم في 30 حزيران 2023، حيث يكمل الشغور في قصر بعبدا شهره التاسع، بعدما غادره الرئيس العماد ميشال عون قبل يوم واحد من انتهاء الولاية في 30 تشرين الاول 2022.
الفراغ بلا أفق، لأن المواقف المحلية على حالها، ولأن القدرة الخارجية على فرض الحلول شبه معدومة حتى الآن، في ضوء المواقف المتناقضة غير المعلنة بين الدول المؤثرة.
والحوار الشكلي بلا معنى، طالما محوره فرض مرشح رئاسي محدد على اللبنانيين والمسيحيين. واليوم، سجل موقفان لمسؤولين (2) في حزب الله: الاول، لرئيس الهيئة الشرعية الشيخ محمد يزبك، الذي اعتبر ان أن لبنان هو أيقونة تنوع ينابيع الإيمان، لافتا إلى ان تعدد الطوائف هو ثروة وطنية، ومشددا على الحوار والتفاهم والتوافق على قيام مؤسساته وعلى رأسها رئاسة الجمهورية. اما نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش، فرأى ان ربط الحوار بشروط من اي نوع هو ابتزاز ومراوغة لا نقبل بهما، مؤكدا ان سحب خيار سليمان فرنجية من بين الخيارات المطروحة لرئاسة الجمهورية في اي حوار هو امر غير وارد، وربط الحوار باسقاطه هو اقصاء مرفوض وتحد لا يمكن ان نقبل به.
وفي الوقت الرئاسي الضائع في انتظار عودة جان ايف لودريان من جهة، والتراجع عن ارادة الفرض من جهة اخرى، عناوين مختلفة تتصدر المشهد المحلي، آخرها اليوم مزايدات حول موقف لبنان من الامتناع عن التصويت لمصلحة قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يقضي بإنشاء هيئة مستقلة لمتابعة قضية المفقودين والمخفيين قسرا في الحرب السورية.
ففيما اوضحت وزارة الخارجية موقف لبنان المماثل لغالبية الدول العربية، ومن ضمنها السعودية، على اعتباره ينأى بلبنان عن اي تصويت قد يفجر خلافات اضافية ولا يوصل الى اي نتيجة بالنسبة الى الملف الانساني، تهافت سياسيون من احزاب كانت موالية للوصاية السورية، او اخرى شاركت في عملية 13 تشرين الاول 1990، الى استغلال الموضوع للتصويب السياسي المعتاد على التيار الوطني الحر، في وقت يطلب الناس من القوى السياسية المعنية، الكف عن افتعال السجالات، والتضامن مع الآخرين، وتطوير التقاطع الى تفاهم اوسع ليعطي النتائج المرجوة.
وعلى خط آخر، وفيما صمت الغالبية السياسية مستمر ازاء اخفاء التقرير الاولي للتدقيق الجنائي، سجل اليوم موقف للنائب جبران باسيل، اكد فيه العمل لتحرير التقرير الاولي للوصول الى النهائي.