الولادة الحكومية خلال يومين، وما تبقى مجرد تفاصيل، لكن بلا شياطين، والأهم ان المصلح هذه المرة لم يأكل “تلتين القتلة”، كما كان يأمل البعض.
هذه هي خلاصة المشهد الحكومي حتى الساعة، بعدما شهدت الساعات الماضية أكثر من لقاء واتصال، كانت الغلبة فيهما للمنحى الإيجابي، بعد تذليل معظم العقبات.
وبعيدا من الدخول في بازار الأسماء التي صار أكثرها معروفا، وبغض النظر عن تفاصيل عملية الدوزنة النهائية الجارية في الوقت الراهن، للمعالجة التي تمت لاعتلالي الشكل والمضون، يجدر التوقف عند الملاحظات التالية:
أولا: أكدت الساعات الماضية، وسوف تؤكد الساعات والأيام المقبلة، نجاح رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، في تكريس مبدأ المعيار الواحد وعدالة التمثيل، وهما شرطان كانت تلبيتهما ممرا إلزاميا لبلوغ ملف التشكيل الخواتيم السعيدة.
ثانيا: سوف تؤكد الصورة التذكارية للحكومة العتيدة، أن ما تم التوصل إليه بعد كل هذا التأخير، كان بالإمكان التوصل إليه منذ البداية، فالمخرج المعتمد لإنجاز التأليف هو أحد أفكار كثيرة جال بها الوزير جبران باسيل سابقا على المرجعيات المختلفة بتكليف من رئيس الجمهورية، منذ اللقاء الشهير مع السيد حسن نصرالله، الذي سبق إطلاق المساعي من عين التينة بالتحديد. وإذا كان واضحا ان المسعى الأخير كان انطلق بفعل مبادرة رئاسية، ترجمت مفاعليها في اللقاءين اللذين جمعا باسيل برئيس الحكومة المكلف في لندن، ثم بحزب الله في بيروت، لكن يسجل مرة للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم دورا أساسيا في بلورة الحل في صيغته النهائية.
ثالثا وأخيرا: الشيء الوحيد الذي يمكن ان يعوض ما فات من وقت هو قيام حكومة تعمل وتنتج وتكون فاعلة جدا. حكومة وحدة وطنية تليق بعهد رئيس كالعماد ميشال عون، وبشعب مل أخبار ازدحام السير كلما هطل المطر.