ماذا ومن قصد رئيس الجمهورية بقوله اليوم إن هناك من يسعى إلى تغيير التقاليد والأعراف في موضوع التشكيل؟.
البحث عن جواب على هذا السؤال، سيشغل على الأرجح الرأي العام والقوى السياسية في الأيام المقبلة، الفاصلة بين سقوط مشروع الحل الحكومي الأخير، وبين اعادة تشغيل محركات التأليف، الحاصلة حتما ولو بعد حين.
البعض سيقول إنه قصد قوى الثامن من آذار بمكوناتها المعروفة، والبعض الآخر سيؤكد انه رمى إلى اتهام بقايا تجمع الرابع عشر من آذار، وربما رئيس الحكومة المكلف المعتصم بالصمت. وقد يصل الأمر ببعض ثالث حد الاشارة إلى ان الرئيس ميشال عون يحاكي طبقة سياسية كاملة تكاد تضحي بالوطن على مذبح مقعد وزاري.
في انتظار الجواب، يبقى ان أصحاب القلوب الفارغة خنقوا فرحة العيد، فعاد الميلاد هذا العام على رجاء جديد بقيامة طال انتظارها.
يقول قليلو الايمان، إن الغد أقرب إلى الأمس، والأحوال مستقرة على ما هي عليه من عرقلة وفساد وترنح اقتصادي. يشرح أولئك ان عهد الرئيس عون في سنتيه الماضيتين لم يلامس التطلعات، ويصرون على ان ساسة الجمهورية يشبهون بعضهم البعض، ويعملون وفق مصالحهم لا أكثر، فيحملون الجميع على حد سواء مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لكن، في مقابل قليلي الايمان، مؤمنين كثيرين وحصادين أكثر للحصاد الكثير الآتي لا محال. هؤلاء يتمسكون بالأمل ويشددون على ان الخلاص الوطني آت بالتأكيد في عهد أراد له المعرقلون موتا سريريا منذ اليوم الأول، حاسمين ان الرئيس- الرمز سيعود وينتصر في نهاية المطاف على فريسيي السياسة وتجار الهيكل.