حوار… او لا حوار؟
الاجابة على هذا السؤال لا تقدم أو تؤخر في شيء، طالما لم تقترن الدعوة بمضمون يقارب جوهر الازمة من جهة، وبخطوات عملية تؤدي الى انهاء الفراغ الرئاسي في اسرع وقت ممكن من جهة اخرى.
فالتواصل بين الأفرقاء اللبنانيين قائم في كل حين، سواء بالمباشر، او في المجلس النيابي، على رغم المواقف النافرة في الإعلام او عبر مواقع التواصل. واليوم بالتحديد على سبيل المثال، عقد لقاء في البيت المركزي لحزب الكتائب، ضم الى الكتائب، ممثلين عن التيار الوطني الحر والقوات وآخرين من المتقاطعين حول ترشيح جهاد ازعور، لمحاولة البحث في برنامج مشترك، تزامنا مع التواصل المستمر بين التيار وحزب الله حول اللامركزية الادارية الموسعة والصندوق الائتماني وخطة العهد الجديد.
اما الحوار الوطني الشامل، فلا تتعدى قيمته الصورة التذكارية الجماعية، ما لم يتوصل الى حل. وهذا بالتحديد جوهر ما كرره التيار الوطني الحر اليوم، لناحية موقفه الثابت، القائم على استعداده الايجابي للمشاركة في أي حوار يتوصل سريعا الى نتائج عملية تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية.
واذ طالب التيار في بيان لمجلسه السياسي بحوار غير تقليدي، بل عملي وفعال، رأى إمكان حصوله بأشكال متنوعة، ثنائية أو متعددة الاطراف، وان ينحصر جدول اعماله ببرنامج العهد ومواصفات الرئيس الجديد واسمه .
وربط التيار مشاركته بضمانات مفادها ان ينتهي الحوار بجلسات مفتوحة للمجلس النيابي لانتخاب الرئيس، أي ان لا تتوقف الجلسات حتى حصول الانتخاب، مؤكدا أنه ينتظر من اصحاب الدعوات الحوارية الاجوبة اللازمة ليبنى على الشيء مقتضاه.
لكن، في مقابل هذا المنطق، رفض لمجرد الرفض، بلا بديل مقنع باستثناء الشعارات الناجحة في تنظيم المهرجانات، لكن الفاشلة في الوقت نفسه في رسم الخطط الهادفة الى الانقاذ، والخروج من الدوامة القاتلة للبنان واللبنانيين.