بين جولة جان ايف لودريان، وجولة عين الحلوة، جولات يومية من معاناة اللبنانيين بسبب عجز مجلس النواب وفشل الحكومة وانهيار الدولة بشكل عام.
واذا كانت جولة الموفد الفرنسي تدوم حتى مساء الغد بلا نتائج متوقعة، فلا احد يعرف الى متى تدوم التهدئة الفلسطينية-الفلسطينية الهشة اصلا، هذه المرة، قبل ان تندلع جولة اخرى.
عجز مجلس النواب، يعبر عنه نواب يتفرجون على قوانين الاصلاح، كما على الفراغ الرئاسي، فيما الدولة منهارة سياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا، وحتى اخلاقيا، والبعض يبحث عن تسويات ظرفية تكرر الهرب الى الامام.
وفي غضون ذلك، مشهديتان تعبران عن جزء من فشل حكومي مستدام: اولى محورها الموازنة الجديدة غير الاصلاحية، التي تباهى بإقرارها نجيب ميقاتي اليوم، مع علمه اليقين بأنها لا تتعدى الإطار الشكلي، خصوصا أن الموازنة السابقة لم تقر في مجلس النواب. والمشهدية الثانية، جوهرها لائحة الاجراءات الحكومية في حق النزوح السوري، التي جاءت متأخرة اثني عشر عاما.
فلو اتخذ نصفها في حكومة ميقاتي التي كانت قائمة عام 2011، بعيدا من المزايدات السخيفة والرهانات الساقطة، لأمكن تفادي الكارثة التي نعيشها اليوم. كارثة من ضمن كوارث عدة، في عهد الحكومة الميقاتية الذي بدأ قبل سنتين، والتي استحقت بفعلها، وعن جدارة، علامة صفر على عشرين.