الاخطر في الوضع الراهن هو تأقلم اللبنانيين مع الازمة، ما يسمح للسياسيين بالتمادي في المناورات المتبادلة، والاسترسال في اطلاق الشعارات وبيع الاوهام. فملء الفراغ الرئاسي لم يعد منذ زمن طويل هما عند الناس، والمسرحيات الحكومية بالنسبة اليهم هزلية. اما عجز المجلس النيابي، فقصة قديمة ومعروفة. وحده الحراك الخارجي، غير المنتج حتى الآن، هو ما يعول عليه.
في اليمن، ولد الحل بين ليلة وضحاها عندما اتفق الكبار. فهل من يدفع صغار لبنان، من الدائرين في فلك هذه الدولة او تلك، الى حل مقبول، يكرس هدنة داخلية جديدة في وقت قريب، في انتظار اعصار آخر؟
في جديد المعطيات الرئاسية، خيب الموفد الفرنسي توقعات المنجمين السياسيين والاعلاميين الذين دأبوا منذ اسابيع على وصف زيارته الثالثة لبيروت بالوداعية. فإذ به يعلن عن عودة رابعة لرعاية تشاور بين القوى اللبنانية. فهل ينهي لودريان الرابع، الفراغ الرابع في الرئاسة؟
في انتظار المعطيات لا التنبوءات والتمنيات، معلومة اكيدة: حركة الاتصالات والمفاوضات بين التيار الوطني الحر وحزب الله تتقدم بزخم أكبر، على عكس التسريبات الإعلامية اليومية، غير المستندة الا على معطيات من نسج الخيال.