IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الثلثاء في 01/01/2019

كل عام وانتم بخير. لازمة نرددها كل عام ونتمنى ان تصدق التمنيات وتتحقق الصلوات. لكن اللبناني المفطور على الآمال، المغمور بالآلام، لا ينفك يحلم ويأمل ويعمل وينتظر من دولته غير الكلام والأوهام. هذه الدولة التي نامت على أمجاد انتخابات نيابية ومؤتمرات دولية ومبادرات أممية، استفاقت على انقسامات وتراجعات وتبدلات في الواقع الداخلي والمشهد الخارجي.

عنوانان أساسيان داخليا للعام 2018: إنجاز الانتخابات النيابية وإعجاز التشكيلة الحكومية. وعنوان خارجي مكمل للمشهد الداخلي تمثل بثلاثة مؤتمرات في باريس وروما وبروكسيل للاستثمارات والنازحين والأمن، لا يبدو ان لبنان- حتى الساعة على الاقل- استفاد من قوة الدفع الخارجي ولا من قدرة الزخم الداخلي لاطلاق ورشة النهوض والخروج من دوامة الجمود.

الانتخابات النيابية بدلت الى حد كبير في المشهد الداخلي، حقق فيها “حزب الله” اختراقات على كل الجبهات السياسية وتحول فيها “التيار الوطني الحر” الى أكبر كتلة تمثيلية سياسية شعبية، وحقققت فيها “القوات اللبنانية” قفزة نوعية وسجلت فيها “الكتائب” أعرق الاحزاب اللبنانية وأوسعها انتشارا، فيما مضى تراجعا دراماتيكيا وعرف فيها الزعيم الدرزي الأول والأوحد لعقود وليد جنبلاط نزولا عن القمة وضمورا في التأثير من غير ان يفقد ملكة التعبير الناعم والتعيير الخشن في نهفاته وتغريداته بعد ان فقد لقب بيضة القبان وكفة الميزان.

انتخابات أنهت أحاديات وكرست ثنائيات وأضعفت زعامات وأبرزت قماشات وأنتجت خيبات وعمقت انقسامات ولا سيما عند المسيحيين وبدرجة اقل عند السنة والدروز.

في جردة واقعية ل2018 تراوحت معدلات الحرارة في العلاقات الداخلية بين فاترة وباردة وحارة وعاصفة بين حلفاء اليوم وأخصام الامس. الامانة تفترض مواجهة اللبنانيين بالحقيقة مهما كانت صعبة. التسوية الرئاسية توعكت ثم تعافت. “تفاهم معراب” اصيب باعتلال وما زال في العناية المركزة و”تفاهم مار مخايل” كاد ان يتعرض لاختلال لو لم يكن مبنيا على قواعد فولاذية وارادات حديدية.

من الأخبار السارة للمسيحيين مصالحة “القوات” و”المردة”، وغير السارة استمرار سوء التفاهم بين “المردة” و”التيار”. اما علاقة “حزب الله” بالحريري فبقيت كالمصعد هبوطا وصعودا وكالطقس انقشاعا او تلبدا، ولا يبدو انها ستشهد ثباتا في ظل التغيرات المناخية السياسية والإحتباس الحراري الإقليمي بين ايران وواشنطن وبين الرياض وطهران بالرغم من زوال العاصفة وانحسار الإعصار المدمر الذي اجتاح سوريا بصمود البنيان الرسمي والهيكل الشرعي للدولة السورية بما لم تشته رغبات وادوات الخارج.

كان عاما، نجمه الاستعراضي دونالد ترامب الذي حقق هاتريك لم يسبقه اليه اي رئيس في البيت الابيض: نقل السفارة الاميركية الى القدس- الانسحاب من الاتفاق النووي والانسحاب من سوريا والرابع على الطريق وقد يكون صفقة القرن اذا لم تتحول الى صفعة العصر. كانت سنة غير مؤاتية لمحمد بن سلمان الذي تعثر بحثة- ام ما تبقى من جثة جمال الخاشقجي ولم تكن سنة مؤاتية لماكرون الذي سقط مشروعه الطموح لان تكون فرنسا قائدة اوروبا لا بل انتقل للدفاع عن حكمه داخل شوارع باريس. كانت سنة صعود اليمين المتطرف وعودة شعارات الصليب المعقوف النازي الى مدن المانية واوروبية بما لا يبشر باقامة سعيدة للاجئين من الشرق الاوسط.

كان اللبنانيون يتمنون ان يقفل العام على حكومة ويفتح على انفراج يأملونه في ال2019.

كان عام 2018 وسيبقى عام الرئيس القوي النقي. عام الرجل الذي ينظر اليه الشرفاء والاوفياء كممثل شرعي وحيد لهم: ميشال عون.