حتى القول إن كل حروف الابجدية والكلمات والعبارات لم تعد تكفي لوصف همجية اسرائيل، لم يعد يكفي لوصف الوحشية التي يتعامل بها هذا الكيان، بالتحديد مع الاطفال. فكأنما يختزن في داخله ضدهم حقدا دفينا، لا يفسره اي شرح، ولا تبرره اي ذريعة. فلا الكلام عن خطأ يجدي، ولا كذبة اختباء المخربين خلفهم تنفع. فبعد اطفال غزة، جاء اليوم دور اطفال لبنان، من خلال استهداف سيارات مدنية في عيناثا.
جريمة اسرائيلية ضد المدنيين العزل والاطفال، وكأنه يريد ان يوسع نطاق اعتداءاته عمدا الى لبنان، ويعمل على تمدد الحرب بعد الفشل في الوصول لاهدافه في غزة حتى الآن، بعد التحول في المزاج العام الدولي ازاء جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي. وفي هذا الاطار، وفيما يتحدث الامين العام لحزب اله مجددا السبت المقبل في يوم الشهيد، نبه التيار الوطني الحر الدول الغربية الداعمة لاسرائيل الى وجوب لجمها في لبنان، اذا كانت فعلا تريد تجنب توسع الحرب لمنع اسرائيل من جر الغرب الى حرب متفلتة.
اما عدا ذلك، وعدا الحديث عن هدنة انسانية محتملة، فلا يبدو الضوء قريبا في نهاية نفق غزة، على وقع الهمجية الاسرائيلية التي لا تعرف حدودا، وفيما وصلت الى البحر المحاذي حاملة الطائرات ايزنهاور بعد جيرالد فورد.