ألزمت آلام البحص سيد بكركي الفراش، فغابت عظة الأحد. واستلزمت نوبة البحص الرئيس بري الخضوع للعلاج، لكن ترددات وارتدادات مواقف حركته ونوابه والوزراء، من القمة الاقتصادية إلى الاوضاع المالية إلى الحرب اللبنانية، لم تغب.
وعلى مسافة أيام من القمة الاقتصادية في لبنان، وبدء التطواف بقضية عزيزة على قلوب جميع اللبنانيين وتحظى بتعاطفهم دون استثناء، لكنها للأسف تسحب غب الطلب والغضب واسطوانة العتب، وبعد ساعات على زيارة دايفيد هايل الافتتاحية الاستعراضية إلى وليد جنبلاط وليس إلى المراجع الرسمية في الجمهورية التي لا تمل واشنطن ولا تكل عن اعلان تأييدها لثباتها ومؤسساتها وتوجهاتها، احتفال في الجاهلية جمع ارسلان ووهاب و”حزب الله” ثالثهما، ظلله طيف الأسد وكلله سيف نصرالله، وأطلقت فيه مواقف تكاد لا تبقي للصلح مطرحا مع رئيس الحكومة وفريقه الأمني، مع رسائل بالبريد السوري السريع إلى “أبو تيمور” بأن عليه ان يختار بين التمور وأهون الشرور كي تحل الأمور.
خشي مايك بومبيو ان يحصل معه ما حصل مع سلفه ريكس تيلرسون في لبنان، فأوفد دايفيد هايل لإحياء عظام وجمع حطام واستنهاض ركام وتوجيه رسالة إلى سعد الحريري و14 آذار، بأن جنبلاط حليفنا وصديقنا ومعه سرنا وبه سررنا، وأن أوان تقاعده لم يحن بعد حتى ولو أراد هو ذلك.
في وقت تعلن فيه تل أبيب عن انتهاء عرض مسرحية الأنفاق العسكرية ل”حزب الله”، أو ما بات يعرف ب”درع الشمال” أو النفاق الاسرائيلي بالمصطلحات الواقعية، يعلن بنيامين نتنياهو وفي موقف نادر غير مسبوق لمسؤول اسرائيلي في موقعه، ان طائراته وصواريخه قصفت موقعا ايرانيا قرب دمشق، محرضا طهران على دمشق التي زودتها موسكو بمنظومة اس 300 ولم تستخدمها لحماية المواقع الايرانية، كما تسرب وتشيع وتزعم الدوائر الاسرائيلية.
وليس بعيدا من سوريا ولبنان، قمة عاجلة خاطفة مصرية- أردنية في عمان بين السيسي وعبدالله، في توقيت ومضمون ودلالة يتعدى العلاقات بين البلدين إلى العلاقة مع سوريا الأساس والجوهر والمحور والمفصل في الحركة العربية والاقليمية في الفترة الراهنة والمقبلة، سواء عادت إلى جامعة الدول العربية أم بقي العرب خارج سوريا.
حتى الساعة يبدو ان الحكومة تنتظر قيام الساعة، فيما البعض يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإلى مرحلة الفوضى والهراء. الحرب انتهت. والفتنة دفناها لا حزن عليها ولا أسف، الهوبرات لا تنفع والعنتريات لا تجدي. يقول كتاب الله العزيز: أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض أما الزبد فيذهب جفاء.