مهما اشتد العدوان، لن يهزم لبنان.
لن يهزم، تماما كما جرى بعد اجتياحي 1978 و1982، واعتداءات 1993 و1996 وما قبلها وبعدها وبينها، وصولا الى حرب تموز 2006.
لن يهزم، طالما إرادة الحياة منتصرة فيه، وطالما الوحدة الوطنية أمضى سلاح.
فاليوم، لا محل لأصوات النشاز، المراهنة ضمنا على نجاح العدو، وهي تعرف عن نفسها بنفسها يوميا، ولا داعي للإضاءة عليها أو تسميتها.
واليوم، ليس وقت التعاتب السياسي حول المواقف من ربط الساحات، وقرارات المشاركة في حرب غزة، بما لها أو عليها، لأن الأولوية المطلقة هي للتضامن الوطني الكامل بين أبناء الشعب اللبناني الواحد دفاعا عن لبنان.
هذا في المبدأ. أما في الوقائع، فلم يكد صدى النداء الذي وجهه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يبلغ مسامع النافذين في الشرق الاوسط، و اللبنانيين الذين خصهم برسالة الأمس، حتى عاجلها العدو بعملية ضخمة استهدفت قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، غداة يومين من الإجرام التكنولوجي عبر تفجير الأجهزة، فنفذ غارة أدت الى ما أدت إليه من سقوط شهداء، ودمار كبير، ليتبجح الجيش الاسرائيلي بأنه قضى على قائد فرقة الرضوان وأركانها خلال اجتماع في أحد الأنفاق، علما ان تأكيد المعلومات يتوقف على صدور موقف رسمي عن حزب الله.
وبعيد العملية، ساد الصمت عواصم كثيرة في المنطقة والعالم.
أما الولايات المتحدة فسارعت الى نفي علمها المسبق بها، فيما جدد الرئيس جو بايدن الدعوة الى وقف اطلاق النار في غزة، وتأكيد العمل لإعادة سكان شمال اسرائيل وجنوب لبنان الى منازلهم.