هل سقط وقف إطلاق النار في اليوم السادس من الأيام الستين التي حددها الاتفاق لإتمام الانسحاب الاسرائيلي وبدء الالتزام الجدي من جانب الدولة اللبنانية وحزب الله بالبنود؟
كل المؤشرات تؤكد العكس، على رغم إمعان إسرائيل في انتهاك السيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا، حيث أكد بنيامين نتنياهو التصميم على مواصلة فرض وقف النار، على حد تعبيره، مع الرد على أي خرق من جانب حزب الله، صغيرا كان أم كبيرا.
أما حزب الله، فوصف رده الأول اليوم بالدفاعي الأولي التحذيري، حاصرا إياه بموقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وخاتما بيانه بعبارة: وقد أعذر من أنذر.
هذا على مستوى الطرفين المعنيين مباشرة بوقف النار. أما دوليا، فأكد البيت الأبيض أن آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان تؤدي مهامها رغم وجود ضربات متقطعة، فيما شدد البنتاغون على أن وقف النار بين إسرائيل وحزب الله صامد على الرغم من بعض الحوادث.
وفي انتظار اتضاح المشهد على هذا الصعيد، غموض كبير على المستوى السوري، وسط تضارب في المعطيات العسكرية حول الوضع في مناطق القتال.
ففيما تؤكد المنصات التابعة للجماعات المسلحة تراجع القوات السورية بشكل مستمر، تشدد وسائل الإعلام الرسمية السورية على أن الأمور تحت السيطرة، وأن العد العكسي لإعادة بسط سيادة الدولة على كامل الاراضي التي انتزعت منها في الايام الاخيرة قد بدأ، على وقع حركة الاتصالات الروسية-الايرانية-التركية، والمواقف العربية والغربية المنددة بالإرهاب.
وفي غضون ذلك، يبقى الاستحقاق الرئاسي اللبناني في دائرة الضوء، حيث يحضر في الساعات المقبلة في المحادثات بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمسؤولين السعوديين، وفي طليعتهم ولي العهد الامير محمد بن سلمان.
أما الشعب اللبناني، فآخر من يعلم، في وقت تقتصر المعلومات المحلية عن الملف الرئاسي وجلسة 9 كانون الثاني المقبل، على مجموعة من الاسماء التي تتناقلها وسائل الاعلام، وأكثرها غير جدي.