ثبت لبنان موقعه في قلب العالم العربي باستضافته القمة الاقتصادية التنموية، وأعطى رسالة للخارج بأنه دولة نابضة ومبادرة، وقادرة على لعب دورها كاملا. وجاء الحضور العربي المتنوع، والذي تميز بحضور أمير قطر شخصيا، ليشكل جوا داعما قد يترجم لاحقا بخطوات عملية تجاه لبنان من جهة، وبداية عودة كل الدول العربية إلى لبنان من جهة ثانية.
وبحسب المعلومات المستمدة من نقاشات القمة وما بعدها، فإن مبادرة الرئيس ميشال عون بتأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار في بعض دول المنطقة، لن تقتصر على مجرد الخطاب، بل ستترجم في الأشهر القليلة المقبلة من خلال وضع آلية تنفيذية لها.
وفي ظل الحديث عن إعادة الإعمار، ينطلق لبنان من خلال المبادرة الرئاسية ليلعب دورا قياديا في المرحلة المقبلة على هذا الصعيد، لاسيما أن ما من دولة عربية ضد إعادة الإعمار، إنما لهذه الدول وجهات نظر مختلفة من مقاربة الحل السياسي.
يضاف إلى ذلك، أن لبنان نجح ديبلوماسيا وسياسيا أيضا، بصياغة بيان خاص يتعلق بالنازحين السوريين، يتوافق مع المصلحة الوطنية اللبنانية ويتلاءم مع الإجماع العربي. وجاء البيان ليشكل الرد الأفضل على الوزيرين معين المرعبي ونهاد المشنوق، إذ ظهر أن موقفهما بالأمس كان فرديا، في مقابل موقف لبنان كله، والجامعة العربية بأجمعها.
وإذا كانت قمة بيروت قد خرجت بهذه الأجواء والقرارات، فإن إعلان بيروت سيدمج مع ما ستبحثه قمة تونس بعد شهرين، ما يعني أن القمة المرتقبة في آذار المقبل، ستتبنى مقررات القمة التي عقدت في لبنان، مع ما لذلك من أهمية.