في انتظار اتضاح الصورة الرئاسية الغامضة حتى اللحظة، ثلاث اولويات لبنانية لا تحتمل اضاعة مزيد من الوقت:
الاولوية الاولى، متابعة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بما يضمن انسحاب الجيش الاسرائيلي من كامل الاراضي اللبنانية التي احتلها في الحرب الاخيرة، تكريسا لحق لبنان في ارضه من جهة، ومنعا لاستعادة تجربة الشريط الحدودي المشؤوم وما وفره من ذرائع لحمل السلاح اللبناني وغير اللبناني بعيدا من اي استراتيجية دفاعية متوافَق عليها بين اللبنانيين من جهة اخرى.
الاولوية الثانية، حماية لبنان من اي تداعيات محتملة للتطورات السورية الاخيرة، على قاعدة القرارات الدولية واحترام سيادة البلدين وعدم تدخل اي منهما في شأن الآخر، على ان يوظِّف جميع اللبنانيين علاقاتهم الخارجية، ان وجدت، في سبيل مَنْعَة الدولة اللبنانية، بعيدا من اي مشاريع خاصة خارج اطار المؤسسات.
الاولوية الثالثة، العودة الى الميثاق الوطني ارضية صلبة للحفاظ على العيش المشترك بين اللبنانيين على قاعدة المساواة والاحترام المتبادل بين الجميع، انطلاقا من وثيقة الوفاق الوطني بنَصِها وروحها، وبعيدا من اي تفسيرات او اجتهادات تؤدي عمليا الى افراغ المناصفة الكاملة بين اللبنانيين من مضمونها الفعلي.
اما جلسة التاسع من كانون الثاني، فلا جديد في شأنها، ريثما تَحسِم ثلاث جهات مواقفها: الثنائي الشيعي والكتل والنواب السنة وحزب القوات اللبنانية الذي يبدو انه لم يَشطب احتمال تعطيل النصاب من الحسبان بشكل نهائي.