في اليوم الأول بعد قمة بيروت، ثلاث مفاجآت:
الأولى، تصب في سياق عجائب السياسة اللبنانية، حيث راح المستشرسون في سبيل تأجيل القمة، أو على الأقل، إرجائها، يستغربون اتهامهم بذلك، وكأن اللبنانيين لم يقرأوا العنتريات، ولم يسمعوا البطولات، ولم يشاهدوا الهوبرة، التي فعلت فعلها في توتير الأجواء عشية القمة. ولعل في الموقف المستجد، اقرارا غير مباشر بنجاح القمة، سواء في التنظيم الدقيق، أو في المضمون السياسي، الذي تجسد بوضوح، بمبادرة رئيس الجمهورية، وتحت عنوان النزوح.
المفاجأة الثانية، اعلان دولة قطر، شراء سندات حكومية لبنانية بقيمة نصف مليار دولار، في خطوة مشكورة، يؤمل أن تفتح الباب أمام دول أخرى لمعاودة الاستثمار في اقتصاد لبنان. هذا مع الاشارة الى ان القرار القطري اتخذه امير البلاد خلال المشاركة في قمة بيروت، بعدما تمنى عليه ذلك وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، فأبدى تجاوبا، ليبلغ وزير الخارجية القطرية نظيره اللبناني بأن الإعلان عن الخطوة قد يتم أمس أو اليوم، وهذا ما حصل صباحا عبر وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
أما المفاجأة الثالثة، فعلى مستوى ملف تشكيل الحكومة. فبحسب معلومات الOTV، انطلق قبل ايام مسعى جديد لإنجاز التأليف، بناء على الأفكار الخمس التي كان باسيل طرحها سابقا، والتي لا بد من اعتماد أحدها، بالتوافق بين الجميع لإنجاز الحل. وفي هذا الإطار، زار باسيل اليوم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، على أن يواصل الأخير مشاوراته، فيما أشارت معلومات الOTV إلى أن رئيس تكتل لبنان القوي سيواكب الحركة الحريرية الجديدة بمزيد من الاتصالات واللقاءات المهمة، على أمل البلوغ إلى النتائج المرجوة.