المشهد الأول: دورية من أمن الدولة، توقف أمبراطور المولدات في لبنان، الذي يمتلك اكثر من 300 مولد، بناء على اشارة من القضاء المختص، بعد مخالفات قام بها، اهمها إجبار المشتركين على دفع اشتراكات مقطوعة حتى بعد مصادرة مولده سابقا، والاستمرار بالقيام بمخالفات في كل المناطق، وتحديدا في محافظتي جبل لبنان وكسروان – جبيل.
المشهد الثاني: رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان يتخذ قرارا بطرد موظف فاسد، بعد اكتشاف تورطه بتنظيم رحلات لزبائن الكازينو الى كازينوهات في قبرص. وقد اتصل رئيس مجلس الإدارة بالموظف المطرود و أنبه لأنه أساء الى المال العام، وتواطأ لضرب الصرح السياحي الأول في لبنان، وقال له حرفيا: “عيب عليك من بعد ما استفدت من الكازينو انو تعمل هيك”، ملوحا بفضح أسماء الشخصيات التي تمارس ضغوطا لإعادة الموظف الفاسد إلى وظيفته، في حال استمرت.
ما سبق ليس مسرحية من فصلين، بل واقع ببعدين. تماما كما لم يكن كلام رئيس الجمهورية قبل يومين من نسج الخيال، بل خلاصة نهج حياة وسياسة ومشروع. فالرئيس العماد ميشال عون قال: “بدأنا اليوم معركة مكافحة الفساد، وكنت بانتظار حكومة ما بعد الانتخابات النيابية لخوض هذه المعركة بفعالية اكبر، ولكن هذا لا يمنع من البدء بها في ظل حجم الفساد الهائل الذي نشهده”. واضاف: “امامنا صعوبات كثيرة علينا تذليلها، وسوف اسمي الامور بأسمائها، لان من غير المقبول البقاء على هذا النحو، فهناك شعب يعتمد علينا وهو الذي يتعذب”.
فلنتأمل معا في المشاهد الثلاثة: توقيف الامبراطور، وطرد الموظف الفاسد وتصريح رئيس البلاد.
ولنحاول بناء عليه، أن نستنتج لماذا يؤخرون ولادة حكومة العهد الأولى، ونفهم من أين يبتدعون الذرائع للتسويف، وكيف يخترعون الحجج للتأجيل، ولأي سبب يهربون من استحقاق التشكيل.