Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الجمعة في 08/02/2019

جورج زريق. لا حدث اليوم سواه، ولا اسم يتقدم على اسمه. في الرواية الأولية التي تم تداولها بكثافة على مواقع التواصل، أن جورج توجه الى المدرسة الخاصة حيث يتعلم ولداه، للاستحصال على افادة حتى ينقلهما الى مدرسة أخرى رسمية، بسبب سوء وضعه المالي، إلا ان المدرسة رفضت طلبه، مشترطة تسديد القسط أولا، فما كان به إلا أن صب البنزين على جسده أمام المدرسة، ثم اضرم النار بنفسه، ما أدى الى اصابته بحروق بليغة، نقل على اثرها الى المستشفى، غير أنه ما لبث ان فارق الحياة.

أما تعليق المدرسة، فأتى على الشكل الآتي: ما يتم التواصل به والاعلان عنه لا يمت للحقيقة بصلة، إذ إنه تم التركيز على ان جورج، ونتيجة مطالبة إدارة الثانوية له بدفع الأقساط المدرسية وعدم التزامه، تلقى تهديدا بطرد ابنته، الامر الذي دفعه الى إحراق نفسه. وأوضحت المدرسة أنها، وتبعا لأربعة نداءات خطية متتالية، منذ مطلع العام الدراسي الحالي، طلبت من اولياء الطلبة الحضور الى المدرسة لتسوية اوضاعهم المالية والادارية، ولم يصدر عنها اطلاقا أي تهديد بطرد اي تلميذ، كما ان ادارة الثانوية، كشفت انها تعاطفت مع جورج بسبب اوضاعه الاقتصادية منذ تسجيل ولديه سنة 2014 – 2015، عبر اعفائه من دفع الاقساط المدرسية، باستثناء رسوم النقليات والقرطاسية والنشاطات اللاصفية، وعليه فكل ما يتم تداوله هو غير صحيح ولا يمت الى الحقيقة بصلة.

أما من ناحية وزارة التربية، فإيعاز من الوزير اكرم شهيب بفتح تحقيق لجلاء الملابسات، مع التشديد على ان وزارة التربية لم تتوان يوما عن منح الطلاب الافادات اللازمة للتسجيل في المدارس الرسمية، انطلاقا من حق الوصول إلى التعليم للجميع، آملا في أن تشكل هذه الحادثة المؤلمة حافزا للحكومة كي تولي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة الأولوية في عملها…

في الخلاصة، جورج زريق مات، وولداه باتا يتيمي الأب.

أما الحقيقة، فلعلها ولو لمرة واحدة، لا تبقى يتيمة، عند صدور نتائج التحقيق الواضح والشفاف.

أما المزايدات المعتادة، والتحليلات غير الواقعية، والمقارنات التي لا تصح بثورات وبلدان، فلا جدوى منها، سوى ملء الوقت الضائع والمهدور باستغلال مآسي الناس.