Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 24/02/2019

يحار اللبنانيون في تفسير بعض الظواهر- المساخر، هل هي جينية أم مكتسبة؟ هل تدخل في خانة الغباء الفطري أم زادتها الممارسات والسقطات والاخفاقات مناعة ضد المنطق الواضح والحس السليم والمقياس الصحيح؟. هل خضع هؤلاء لدورات مكثفة في الدعاية الحمقاء والشعارات الخرقاء؟، أم ان لديهم مخزونا وافرا وفائضا عامرا من الحول الأخلاقي والهبل السياسي يغنيهم عن الكد والجد والاجتهاد لنيل أعلى المراتب وأرفع المناصب في ميادين الشائعات السوداء والاكاذيب الصفراء والمقالات الجوفاء.

من يصدقهم بعد؟، من لا يضحك عندما يسمع النكتة السمجة عن التطبيع مع سوريا وخصوصا من فريق حمل الطائف وطاف به واستعطف وانعطف وقصف الجمهورية في عرين الشرعية وانتهى به المطاف حيث انتهى. هو ذاته الطرف الذي نسي دماء رفيق الحريري وأشلاء شهداء “ثورة الأرز” وطبع وربع في التحالف الرباعي. حلف التطبيع والتمييع لشعارات وكليشيهات وتصفية حسابات وتسوية أجندات فقط ضد ميشال عون، فقط لا غير.

الطرف الذي امتهن التهويل والتدجيل، يتصدر اليوم صفوف النادبين والنائحين على النازحين بكاء مرا ودمعا مدرارا. الشعبوية همه والمزايدة هدفه وغوبلز مثاله الأعلى. النكتة الأكثر سخافة وجلافة حاليا، هي هرولة “التيار” للتطبيع مع سوريا. لكن لنتذكر معا هذه الواقعة: منذ بضعة أسابيع أعلن جبران باسيل عزم “التيار الوطني الحر” المطالبة والسعي لوضع لوحة جلاء تؤرخ لخروج الجيش السوري في منطقة نهر الكلب. قامت الدنيا ولم تقعد على جبران باسيل. السوريون غضبوا- ولما زالوا كي لا يظن البعض العكس- حلفاء سوريا شنوا في السر وفي العلن في الصالونات والمنتديات في الصحف والإذاعات والتلفزيونات، حملة لا هوادة فيها على جبران باسيل الذي لم يتراجع ولم يعتذر ولم يبرر، بل بقي ثابتا على موقفه مقتنعا بحجته غير هياب لطنين الذباب ونعيق الغراب.

أين كان الذين يتمرجلون ويهوبرون اليوم؟، لماذا بلعوا ألسنتهم وسدوا حلقهم وقطعوا نفسهم يومها ولم يقفوا إلى جانب جبران باسيل و”التيار الوطني الحر”، وهم سردار الحرب على سوريا وبيرقدار العداوة معها، من أيام الفنيقيين واليبوسيين والعموريين والكنعانيين والظاهر بيبرس وسيف الدين قطز والناصر صلاح الدين واللائحة تطول إلى فخر الدين ويوم الدين؟. كانوا ببساطة يلتمسون الشفاعات ويحركون الوساطات ويعرضون الاحتمالات لعل وعسى.

منذ أيام بلغت الرعونة حد التمريك والتنمر والمزايدة على رئيس الجمهورية في أول جلسة للحكومة، التي قال رئيسها الحريري إن من سيعرقل عملها ويخربط أجندتها ويؤخر انطلاقتها سيضع نفسه في مواجهته- أي رئيس الحكومة- الرئيس عون الذي أنهى الجدل وأوقف محاولات التذاكي والتباكي بمطرقته وبيده التي هي أمضى من المطرقة، قطع الطريق، ومن أول الطريق، على مشاغبين مبتدئين، وحمى الحكومة وصلاحياتها ومشروعها وبيانها الوزاري. رئيس الجمهورية لا يحتاج إلى من يذكره بالصلاحيات، وهو أحرص المراجع على الوطن ودستوره ومؤسساته، وفي تاريخه وسيرته ومسيرته ووقفاته ما يغني النفوس وما يغني عن النصوص.

ميشال عون سيزيف لبنان. منذ 40 عاما وهو يرتقي بلبنان الصخرة صعودا لتعود وتتدحرج نزولا ليعود فيرفعها ويحملها ويرتقي بها إلى القمم الكبيرة، هازئا بأصحاب الهمم الصغيرة والذمم الحقيرة. ولم يكل ولن يمل. الرئيس الشيخ والشيخ الجليل إكليل الرئاسة أعطي له.