لا نعرف من هي سعادة النائب، ولا نريد أن نعرف.
لا يهمنا الإسم، ولا التوجه السياسي، ولا اللائحة، ولا الحاصل، ولا الأصوات التفضيلية، ولا حتى البرنامج الانتخابي.
برنامج، مهما اختلفنا حوله أو اتفقوا، الأكيد أنه لم يكن يتضمن، ولا بأي شكل من الأشكال، رقم السيارة الذي ستطالب به سعادتها، كحق من حقوقها في حال الفوز.
فالحق الذي كنا نأمل بسعادة النائب أن تطالب به في أيامها النيابية الأولى، هو حقنا بوطن حر سيد مستقل. حقنا بالاستقرار والديمقراطية والشراكة. حقنا بالمساواة في الحقوق والواجبات.
الحق الذي كنا نأمل رفع الصوت في سبيله في أولى أيام النيابة، هو الحق في اقتصاد مزدهر، وفي ضمان اجتماعي وصحي فاعل، وضمان شيخوخة طال انتظاره. هو الحق في الكهرباء، وفي حماية الثروتين المائية والنفطية. وهو أيضا الحق في بيئة نظيفة وقضاء عادل.
حقوق كثيرة كان يهمنا المطالبة بها. أما رقم سيارة سعادتها، سواء كان مئة، أو أكثر أو أقل، فآخر هم عندنا. آخر هم عندنا، نحن المواطنين اللبنانيين العاديين. نعيش كل يوم بيومه، تأمينا لخبزنا كفاف يومنا، وأقساط مدارس بناتنا وأبنائنا، وخوفا من الانتظار يوما، مرضى على قارعة مستشفى.
رقم سيارتها، آخر همنا. فكيف بأرقام حساباتها وحساباتهم، عدا عن مصاريف حملات مشبوهة، قد تكون نجحت في استعطاف بعض الناخبين ليوم، لكنها بدأت تفشل من اليوم في إخفاء أكاذيب الخطابات السابقة للانتخابات، ورياء الوعود التي ستبقى حتما، حبرا على ورق.