وفي اليوم التالي على فرعية طرابلس شرع الباب امام التحليلات المتفاوتة والمتناقضة. تيار المستقبل مصر على انه حقق الانتصار المطلوب بما يقارب ال 20 الف صوت جمعتها ديما جمالي، في وقت تجمع المعارضة بكل أطيافها على ان نسبة الإقتراع التي تحققت خير دليل على سقوط مدو للتيار الازرق في عاصمة الشمال.
موجة التحليلات هذه ستنقضي سريعا، وسيعود كل الى قاعدته سالما ليجهز ملفاته إيذانا بانطلاق فصل جديد من فصول المشهد السياسي.
فالموازنة التي طال انتظارها وتوالى الحديث عن بنودها تستعد لتحط على طاولة مجلس الوزراء. فهل تتجدد المزايدات؟ ام ان الامور ستمر على خير؟.
بكل الاحوال وبانتظار الجواب الشافي، البنود التقشفية التي ستتضمنها الموازنة بدأت تقلق القطاع العام مع ارتفاع منسوب الكلام عن إمكانية ولوج هذا الباب، وهو ما تنقسم حوله القوى السياسية المختلفة.
فلاءات كثيرة بدأت تتكشف في افق هذا الطرح قبل ان يبصر النور، خصوصا ان وبحسب البعض، الحد من الهدر ممكن عن طريق ضبط مزاريب اخرى ، فيما يصر آخرون على ان تصحيح اجور الموظفين خطوة اساسية على طريق الف ميل الاصلاح.
وفي هذا السياق تؤكد معلومات الـ otv ان لقاء جمع رئيس الحكومة سعد الحريري بوزير المال علي حسن خليل، على رغم التكتم الشديد الذي احاط به، فوزير المال يرفض تأكيد او نفي حصول اللقاء، كما يتكتم تكتما شديدا حول مسألة تخفيض الاجور مكتفيا بالرد على الاسئلة بالقول: ما سمعت شي عن الموضوع.
في انتظار الطرح، نستهل نشرتنا بخلاصة بالأرقام لعملية التخفيض المحتملة وانعكاساتها على العجلة الاقتصادية ككل، ليبقى الأكيد الوحيد ان القوى السياسية مصرة بمعظمها على السير قدما في مسيرة الاصلاح، رغما عن بعض أصوات النشاز التي تحاول الايحاء دوما للرأي العام انها تصب عملها في خدمة اللبنانيين، فيما الكواليس شاهدة على انتهاكات فاضحة للقوانين وسعي مستمر الى ضرب النظم العامة عرض الحائط. فما أرهبها ازدواجية هذا البعض في كنف دولة يحاول الصادقون فيها السير بها باتجاه بر الامان.