مخطئ من يعتقد أن العهد وما يمثل في موقع الدفاع والتبرير، فالعكس تماما هو الصحيح… ولأنه في موقع المبادر، أمر العمليات ساري المفعول، والهجوم مستمر.
ففي موضوع الموازنة، التخلي عن مطلب الإصلاح هو المطلوب، وكذلك استبدال الإجراءات الفعلية بأخرى شكلية، وإلا فالاتهام جاهز بالاعتداء على الحقوق. وفي هذا الإطار، علمت الـ otv أن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ابلغ مجلس الوزراء أنه غير مرتاح للبطء الذي تسير فيه جلسات مناقشة مشروع الموازنة وان ما طرح الآن بعيد عن المطلوب وغير كاف. واشارت معلومات الـ otv إلى ان باسيل سيتقدم في الوقت المناسب بمجموعة اقتراحات من شأنها أن تجعل الموازنة تحقق نقلة نوعية على صعيد خفض العجز المالي والتجاري، وذلك ضمن سلة تستهدف خفضا فعليا للنفقات وزيادة الايرادات، مع مجموعة من الاجراءات التي تحرك الركود وتضبط الهدر والتهرب الضريبي وتشجع الانتاج الوطني، ما ينعكس زيادة في فرص العمل وتكبيرا لحجم الاقتصاد.
وفي موضوع التسريبات الشهيرة، غض النظر هو المطلوب. أما اللجوء إلى آليات قضائية طبيعية في مثل هذه الحال، فنتيجته الفورية قلة أدب، وفحوص دم.
أما في موضوع وصلة المنصورية، فالتمترس خلف المواقف السابقة هو المطلوب، وتطويرها بما يتناسب والمصلحة العامة هو المرفوض، ولو كانت النتيجة عرقلة مكررة لخطة توافق عليها الجميع، ولو عاد بعضهم وطعن، فضلا عن التسبب بعجز مالي إضافي…
هكذا يختصر المشهد الراهن في لبنان. لكن في مقابل العنتريات السياسية والعراضات الإعلامية، ثمة انهماك بالأساسيات: فالموازنة ستقر، ومحاسبة المرتكبين ستتم، وخطة الكهرباء ستنفذ، ولا عودة إلى الوراء.
أما ملف النازحين، فسيتابع حتى تحقيق العودة. ففي لبنان، قال رئيس الجمهورية اليوم، هناك نصف مليون لاجىء فلسطيني، اذا بقوا عندنا مع مليون و600 الف نازح سوري، لا يعود للوطن من وجود، لأن الديموغرافيا الخاصة به تتغير بالكامل. وهنا الأساس.