في الإقليم والعالم، من أبرز العناوين اليوم: إعلان مستشار الرئيس دونالد ترامب جاريد كوشنير أن خطته للسلام تتضمن توطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم، بما في ذلك لبنان، في إطار حل سياسي.
أما محليا، فالعنوان الوحيد، ليس جلسة خاصة لمجلس النواب لتأكيد التزام لبنان ما ورد في مقدمة الدستور لناحية رفض التوطين، ولا جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لرسم خطة المواجهة، ولا حتى حوارا لبنانيا-فلسطينيا كما دعا سابقا السيد حسن نصرالله. ففي لبنان اليوم هم أكبر من ذلك بكثير. هم تختصره كلمتان فقط لا غير: الأولى جبران، والثانية باسيل.
يوم زار البقاع الغربي، وبادر إلى لقاء شخصيات من الطائفة السنية، تكريسا لنهج الحوار، وشرحا للأفكار، وتبديدا للهواجس إذا وجدت، قامت قيامة البعض ولم تقعد، بناء على تسريب مجتزأ ومحرف ومزور لمضمون اللقاء، أريد عبره القول إن الحوار مع السنة ممنوع، والبعد الوطني لحركته السياسية مقطوع.
ويوم جال في بعلبك -الهرمل، خرج من يصرخ في أحد اللقاءات، من باب الهجوم على الموقف المتخذ تحقيقا للحد الأدنى من التوازن في الإدارة، محاولا من هذا الباب، أن يتهمه بالتعصب الطائفي والمذهبي، ليقال إثرها إنه غير قادر على التواصل، حتى مع الشيعة.
أما الأحد الماضي، في الثلاثين من حزيران، فقطع طرق، وحرق إطارات، وتنظيم تجمعات، وصولا إلى محاولة اغتيال وزير في الدولة اللبنانية، أدت إلى سقوط شهيدين وجرحى. أما الهدف، فالقول إن الطائفة الدرزية تأخذ منه موقف الرفض والنبذ.
محاولة البقاع الغربي فشلت، بالإصرار المستمر على التفاهم الوطني، وبالعلاقة المتينة مع الرئيس سعد الحريري، وبفعل الموقف الوطني القائم أصلا على الانفتاح والتواصل.
وإذا كانت المحاولة التي جرت في بعلبك -الهرمل قد ولدت أصلا ميتة لأسباب تفاهمية راسخة وواضحة ومعروفة، فمحاولة قبرشمون تم وأدها، أولا بإسقاط الفتنة وتلافي الكمين، وثانيا من خلال الموقف الصلب لقوى سياسية ورأي عام لدى طائفة الموحدين الدروز، رفض ما جرى، وتمسك بوحدة الجبل ولبنان، وبالعيش المشترك الحر الكريم؟
لكن في مقابل فشل المحاولات الثلاث، محاولة رابعة برزت اليوم، لتنضم إلى أخريات سابقات أو لاحقات.
فصباحا، نشر بعض الصحف، وتداول بعض المواقع، خبرا مفاده أن الوزير باسيل هدد وزيرة الداخلية في مجلس الدفاع الاعلى بالقول: “انتبهي على حالك، في حدود”. وهو ما أطلق العنان من جديد لأبواق التحريض.
غير ان مصدرا وزاريا مشاركا في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع ما لبث أن صحح الرواية. ففي الاجتماع، وقبل دخول الوزير باسيل، وبناء على تصريحها الملتبس تزامنا مع أحداث الاحد، والذي فهم على انه تبرير للاعتداء ووصف لجولة باسيل بالاستفزازية، بادر وزير الدفاع الياس بو صعب الى معاتبة الوزيرة ريا الحسن، غير انها اجابت بأنها لم تقل الكلام على هذا النحو، واستعانت بهاتفها الخلوي لتؤكد وجهة نظرها، فطالبها بو صعب باصدار نفي للموضوع.
في هذا الوقت، دخل باسيل وانضم الى الاجتماع، فبادرته الحسن بالسؤال: “زعلان مني”؟ فأجاب باسيل معاتبا: “في حدود وبدك تنتبهي”، قاصدا بذلك تصريحها حول احداث الجبل، مع العلم ان الحسن كانت وجهت ايضا سلسلة انتقادات لباسيل خلال حلقتها التلفزيونية الاخيرة، من دون ان يقابل كلامها بأي تعليق. غير ان وزيرة الداخلية ردت على وزير الخارجية بالسؤال: “شو عم بتهددني”؟ فتابع باسيل: “هلق هيك فهمتيها”؟
وعند هذا الحد تدخل الرئيس سعد الحريري، مشيرا الى ان من الخطأ سماع تصريحات ليست في محلها، لكنه ايد الحسن في قولها انها لم تقصد تبرير الاعتداء، وانتهى الامر عند هذا الحد، قبل ان ينتشر هذا الصباح التسريب المغلوط.
على كل حال، وفي انتظار توضيح جديد لكذبة جديدة آتية لا محال، فلنتابع معا سياق نشرة الاخبار، مع الاشارة الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شدد اليوم على ان على الجميع تحمل مسؤولياته، فهناك دولة يجب ان تحافظ على هيبتها، وقضاء يتولى حماية المواطنين وتطبيق القانون على المخالفين والمجرمين.