IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”أو تي في” المسائية ليوم الأحد في 14/07/2019

رسمت حادثة قبرشمون أكثر من علامة استفهام، لكنها أسفرت عن الكثير من علامات التعجب. رفعت المحجوب وراء الستارة، وكشفت المكتوب من وراء كمين السيارة. بعد أسبوعين على أكثر من حادثة وأقل من كارثة، بدأت ملامح السيناريو تتظهر، وبدأت الأجوبة تتوفر: هناك من يريد أن يزيل آثار العدوان الانتخابي عليه، كما يعتبره ويسميه بكل الوسائل. ما أخذ بالانتخابات النيابية والأصوات الشعبية، نستعيده بالزخات النارية والخوات السياسية والوقائع الميدانية. باختصار رفض المعادلة التي رسا عليها الجبل انتخابيا وسياسيا.

ثانيا، وهو أمر لا يقل أهمية وخطورة، أن الأمن بالتراضي عاد ليطل برأسه، لا بل فرض نفسه أمرا واقعا، مع ما يعنيه ذلك من ايذاء وتجريح بهيبة الدولة. الأمن بالتراضي برضى الجميع واشتراط توفير الغطاء السياسي لأي خطوة أو تدبير أو اجراء يمكن الدولة من ممارسة سلطانها وسلطتها من دون طرق باب زعيم العشيرة أو استئذان شيخ القبيلة في أي منطقة.

ثالثا، إعادة إحياء العظام وهي رميم، بمعنى بعث الروح في تحالفات ثنائية وثلاثية أو رباعية أو خماسية لم يعد باستطاعة أي عطار أن يصلح ما أفسد الدهر فيها، ولا الوقوف في وجه تفاهمات صمدت رغم الاهتزازات واستمرت رغم الهزات.

رابعا، خلط الأوراق وقلب الطاولة، والقيام بحركات اعتراضية أشبه بالاستعراضية، تجمع بين المغامرة والمقامرة والبأس واليأس. وعلى طريقة “ضربني وبكى” يتم استحضار مشهد سيدة النجاة لادراج الحادثة الأمنية في سياق المظلومية السياسية واستنفار العصبية المحلية وشحذ الذكريات الخلافية.

خامسا، ان ما حدث أوصل الحكومة إلى وضع لا تحسد عليه، في وقت يواجه لبنان أسوأ تدهور اقتصادي وموازنة غير شعبية وغير انقاذية في الوقت نفسه، وعقوبات غير مسبوقة على نواب في “حزب الله”، ومطالبة صريحة من واشنطن للحكومة اللبنانية بمقاطعة نواب “حزب الله”، أو التعرض بدورها لاجراءات عقابية تضعها جنبا إلى جنب “حزب الله”، ما يعني ان “هيدا شي جديد” الذي تحدث عنه الرئيس الحريري، في سياق تعليقه على العقوبات الاميركية الجديدة على “حزب الله”، يؤشر إلى نقل التحدي والأزمة إلى داخل المؤسسات اللبنانية التي سيكون عليها أن تقاتل على جبهات عدة.

الأسبوع الطالع يفترض أن يكون للموازنة، وللمخارج المقترحة لمأزق قبرشمون، والتي لمح اليها بعبارة قصيرة وعابرة وليد جنبلاط، بعد زيارته للحريري في “بيت الوسط”، على أن يتولى حلال المشاكل وكاسحة الألغام عباس ابراهيم التنسيق والتدقيق وترتيب المخارج على قاعدة: ما للدولة للدولة وانتهت الجولة.