ظننا ولو للحظة أن المادة 80 وما أحاطها من لغط، ستتحول إلى عنوان للجدل خلال نهاية الأسبوع، وإذ بالصورة تتبدل على وقع توتر جديد بين “الديمقراطي” و”الاشتراكي” على خلفية محاولة اقتحام منزل الوزير صالح الغريب.
بين تشديد الغريب ومن خلفه الارسلانيين على أن ما كان يحاك مقصود منه الحاق الأذية، ومحاولة الجنبلاطيين التخفيف مما جرى، واضعين إياه في خانة العمل الفردي، ومستهجنيين التعرض على المعتدي باطلاق النار، انقسم الجبل وخلفه اللبنانييون الذين انهمكوا نهارا في تحليل الحادثة وذيولها، قبل أن يخرج بيان الجيش ليشير إلى أن المعتدي كان بحالة سكر.
وعلى وقع تطور الفجر هذا فرملت عجلة الاتصالات، والدعوة الحتمية إلى جلسة لمجلس الوزراء التي كانت تحدثت عنها معلومات ال otv أمس، باتت الآن أقرب إلى الساقطة، مع عودة الطرفين إلى متاريسهما، علما أن هذا الأمر لا يعني حتما التراجع إلى مربع المفاوضات الأول.
وبالتزامن مع هذا التطور، كانت الردود على رئيس “التيار الوطني الحر” تتوالى، الدفة تولاها هذه المرة “المستقبل” على لسان النائب سمير جسر، و”القوات” على لسان الوزير السابق ملحم الرياشي. فالجسر تحدث عما سماه تهديد باسيل باسقاط الموازنة تحقيقا لرغباته السياسية، متوجها إليه بالقول كفى ابتزازا، وداعيا إياه إلى التعقل قبل أن يدفع البلد في طريق لا يحمد عقباه، خاتما بعبارة “لقد نفذ صبرنا”.
نبرة الجسر العالية هذه، يرى البعض ألا مبرر لها سوى اعتراف ضمني بتهريب المادة 80 بطريقة يشوبها اللغط. في وقت كان الوزير باسيل اكتفى بكلمته في يوم العرق من زحلة بتقديم الحلول القانونية، تاركا الأمر بعهدة الرئيس عون.
تصعيد الجسر، قابله كلام للرياشي دارت حوله الكثير من التساؤلات، فالوزير “القواتي” السابق، أوضح أن ما يهمه أكثر هو الدور المسيحي في الدولة وليس العدد، ومسلم كفوء أفضل من مئة مسيحي فاشل، قال رياشي.
استعر الكلام حتى بدا أن المطلوب هو المساس بصيغة العيش المسترك، وضرب الأعراف عرض الحائط بموافقة ضمنية لأطراف مسيحيين، وهو ما يتصدى له “التيار الوطني الحر” وحيدا في معركة مستمرة منذ العام 2005 وحتى اليوم.