في عيد الجيش، ليست اللافتات هي الأساس، ولا القصائد والأناشيد، وإن كانت ضرورية ومهمة، وتعبر في شكل من الأشكال عن مدى التفاف اللبنانيين حول المؤسسة العسكرية، الضامن الأول لأمن البلاد المقدس، كما وصفه اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
الرئيس عون تطرق أمام وفد قيادة الجيش الذي زاره في بعبدا للتهنئة، إلى الأزمة الراهنة الناشئة عن حادثة قبرشمون، معتبرا أن البت بالموضوع من مسؤولية القضاء، وإن أعطى مهلة للمحادثات السياسية.
رئيس الجمهورية كان اطلق خلال احتفال الفياضية، وأمام الضباط المتخرجين في دورة اليوبيل الماسي للاستقلال سلسلة من المواقف، تمحورت حول الملفات الراهنة المطروحة على الساحة الوطنية.
الرئيس عون قال: لا ينفع لبنان في هذه المرحلة أن يستحضر البعض لغة الماضي، وممارساته، عازفا على وتر الحساسيات، وطاعنا في صميم إرادة العيش المشترك ومتطلباته، التي ثبتها اتفاق الطائف، واعتبر ان كل ممارسة من هذا النوع، إن كان في السياسة أو في الادارة، تؤذي الحياة الوطنية، ويجب أن تتوقف في الحال.
واضاف رئيس الجمهورية: ان اتفاق الطائف الذي التزمت بتطبيقه في خطاب القسم، والتزمت به الحكومة كذلك في بيانها الوزاري، يشكل مظلة لنا لحماية الميثاق الوطني، عبر صون حقوق الجميع، وإحقاق التوازن بين مختلف شرائح المجتمع ومكوناته، ولا يمكن بالتالي لأي ممارسة أو موقف، أن يناقضا روحيته.
وتوجه القائد الأعلى للقوات المسلحة الى العسكريين بالقول: نحن يا رفاق السلاح لسنا أبناء مهنة أو وظيفة، وإن كنا نعيش من راتب ونتكئ على تقديمات ممنوحة لنا وهي حقنا، مشيرا إلى أن الأخطار التي يتعرض لها الوطن ليست بالضرورة عسكرية فقط. وتوجه الرئيس عون الى العسكريين سائلا: الأخطار الاقتصادية هي أخطر ما يعاني منه لبنان اليوم، وتطال الجميع، فهل ننكفئ أمامها؟ هل نتركه لمصيره؟ وهل نرفض تضحية بسيطة ببعض المكتسبات ونحن الذين لم نبخل بها بالدم وبالحياة؟
في كل الأحوال، اللافتات والقصائد والاناشيد ضرورية ومهمة، لكنها ليست الاساس. فالاساس هو ان نحب الوطن، وان نلتف حول الجيش، وحول رئيس البلاد، رمز وحدة الوطن وفق الدستور، لا أن نبادر دائما إلى التعطيل والتشكيك، أو ادعاء العفة والبراءة والطهارة في السياسة، بتغريدات أو بيانات، ظاهرها إيجابي وباطنها سلبي، فيما نحن من يخدش الدستور، ويجرح الميثاق، ويناقض يوميا ومنذ عقود روحية الطائف، وجوهر سائر النصوص.