قبل اثنين وثلاثين يوما من السادس من أيار، يبدو المشهد على الشكل الآتي:
الثنائي الشيعي يركز جهده في بعلبك-الهرمل، فضلا عن كسروان-جبيل. فالمعركة في دوائره الأخرى، سهلة من منظوره، ولو تشكلت فيها لوائح من الحلفاء الاستراتيجيين أو الخصوم.
تيار المستقبل يستعين بخرزته الزرقاء ليرد “صيبة عين” اللواء أشرف ريفي، ومناوئوه الآخرون في الوسط السني، الذين نجحوا في استقطاب شرائح وازنة، كانت تدين بالولاء للتيار الأزرق حتى أمس القريب.
التقدمي الاشتراكي حائر بين مسايرة الحريري من جهة، والتعبير عن امتعاض مكبوت من التحالف البرتقالي-الأزرق من جهة أخرى. أما “فشة الخلق”، فتارة مباشرة في صحيفة، وطورا مواربة في جلسة مجلس وزراء.
الوطني الحر مرشح في جميع الدوائر، ناسجا تحالفات عابرة للمناطق، وكاسرة لحواجز الطوائف والمذاهب، ومستثنيا فقط من أصر على استثناء نفسه، لغايات انتخابية حسابية وسياسية.
المردة يتحالف مع القومي في الشمال الثالثة، ويصوت للكتائب ضد القومي في المتن الشمالي، ويخوض المعركة جديا في قضاء وحيد ضمن دائرة وحيدة.
الكتائب الغارقة في بحر مزايداتها السابقة، على الأقربين قبل الأبعدين، تخوض منافسة جدية على ثلاثة مقاعد في دائرتين، وصوتية على عشرات المقاعد في دوائر أخرى.
أما القوات اللبنانية، التي توجه حملتها في اتجاه واحد، منذ يومها الأول في الحكومة الحالية، فيستنتج من شعاراتها الانتخابية، انها وحدها لم تخطئ. لا بالتحالفات، ولا بالممارسات. أقله في العهد الجديد. استنتاج غير صحيح قد يقول البعض. لكنه قد يكون في محله، يستخلص بعض آخر، فوحده الذي لا يعمل، هو الذي لا يخطئ، ولا يلام… فشو عملوا القوات؟