Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” ليوم الأحد في 06/03/2018

قميص عثمان الملطخ بالدماء حمله بعض مريديه منذ 1350 عاما وطافوا به لاسباب يتحدث عنها التاريخ باسهاب. اولئك حملوا قميصا واحدا ملطخا بالدم. الذين يطوفون اليوم بقميص مرسوم التجنيس- هم وللاسف- رموز للتدليس والتدنيس. الدماء تلطخهم من رأسهم الى اخمص القدمين. ثيابهم كما ضمائرهم وجيوبهم وايديهم وتاريخهم موسومة بالخبث موشومة بالرياء مرسومة بالنفاق ومحتومة بالشر. في زمنهم طاف نهر الدموع وعبر اللبنانيون بحار الالم ليجدوا مستقرا لهم بعيدا عن مليشياتهم ودويلاتهم وخواتهم المستقوية تارة بعنجر وتارة بعوكر، والسبحة تكر واللائحة تطول والمسلسل القبيح لا ينتهي. قد تكون هناك اخطاء في ملف التجنيس الاخير لكن هل ينسى اللبنانيون خطاياهم؟ هل بلغت الوقاحة والصفاقة حد القفز فوق الذاكرة؟ صفقات وسمسرات وسرقات بالمليارات! تحريض على الدولة ومؤسساتها وجيشها ورئيسها! تجميل الارهاب وتزيين التكفير والانتصار للنصرة والدعاء للاخوان! تبرير احتجاز مرجع رسمي واللجوء الى ابتزاز رأس الجمهورية والحوم كالغراب فوق الحكومة قبل تشكيلها.

المعركة في مكان والمناوشات في مكان آخر. مناورات وفذلكات. طلقات خلبية وقنابل دخانية. هذا لن يلغي ان الحكومة ستكون حكومة اوزان واحجام لا اوهام ولا احلام. حكومة الواقع لا الامر الواقع.

بعد اسابيع سينتهي الطواف بقميص عثمان التجنيس وغيره مما قد يستجد في الفترة الفاصلة. لكن رفاق واحباء ووالدة ووالد بيار بشعلاني وابراهيم زهرمان لن ينسوا ان الارهابيين اصحاب السياديين الجدد طافوا بجثتي البطلين المضرجتين بالدماء بعدما نكلوا بهما، مثلما يطوف الطائفون اليوم بمرسوم التجنيس. ولن يتغير شيء. قديما قال الشاعر: اثارهم تنبيك عن اخبارهم حتى كأنك الان بالعين تراهم.. ولا اراكم الله مكروها.