للشهر الثاني على التوالي، الحكومة تواصل اجازتها الصيفية. فبعد انقضاء شهر تموز من دون أي اجتماع، لا شيء يوحي أن مجلس الوزراء يمكن أن يجتمع في شهر آب. الجمود السياسي مسيطر في ظل غياب رئيس الحكومة، وفي ظل غياب الاتصالات والمشاورات الظاهرة على الاقل.
وسط الجمود القاتل، شبه مبادرة بدأت تتبلور، القائم بها الرئيس نبيه بري. ومع أن لا معطيات نهائية عن المبادرة المذكورة حتى الآن، لكن ما عرف منها يشي أنها ترتكز على عقد جلسة لمجلس الوزراء من دون التطرق إلى ملف قبرشمون، وبالتالي من دون التصويت على إحالة أو عدم احالة الملف المذكور على المجلس العدلي. فهل يمكن الأمير طلال ارسلان أن يوافق على مثل هذا الطرح، أم أن المبادرة الجديدة ستصطدم كسالفاتها بأكثر من عقبة بحيث لا تؤدي الغايات التي قامت من أجلها؟.
توازيا، المعركة الباردة والصامتة بين الرئاستين الأولى والثالثة مستمرة. فالرئيس عون يريد عقد مجلس الوزراء، ولو تطرق البحث فيه إلى قضية قبرشمون، فيما الرئيس الحريري يخشى أن يؤدي الأمر إلى انفجار الحكومة من الداخل.
ومع استمرار الشلل الحكومي، يتعمق الشلل الاداري، ويفقد لبنان أكثر فأكثر مناعته، وتتراكم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية فيه، من دون إمكان التوصل إلى حلول جذرية ناجعة.
إقليميا، التوتر يتصاعد بين طهران وواشنطن. فإيران أعلنت اليوم مصادرة سفينة أجنبية في الخليج، وهي ثالث سفينة أجنبية تصادرها إيران في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية. فهل تهرب إيران من العقوبات الأميركية عليها بتفجير برميل البارود في الخليج؟، أم أن كل ما يجري هو في إطار تجميع الأوراق قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات؟.