يقف لبنان على مفترق طرق خطير وتقاطع مصالح اخطر . مفترق الطرق الخطير يتمثل بالتحديات الاقتصادية المالية وتقاطع المصالح الاخطر يتلخص بالانتظارات الاقليمية والدولية لمصير المواجهة الاميركية – الايرانية في المنطقة وصراع حزب الله – اسرائيل على مستوى لبنان والاقليم .
وبين التحديات الامنية -العسكرية والتداعيات الاقتصادية – المالية يحاول لبنان تجنب الانزلاق الى مهاوي الازمة بعدما وقف طويلا على حافتها . بالامس رمى السيد نصرالله القفازات في وجه نتنياهو وانتخاباته ومناوراته ومسيراته المفخخة . وان عدتم عدنا . اسرائيل تخلق قواعد اشتباك جديدة وتبدل في قوانين اللعبة وتغير في منطوق القرار 1701 وتريد للبنان ان يكون عراقا جديدا مباحا ومستباحا امام الوافد الجديد الى عالم الاغتيال والنزال والقتال جو- ارض اي المسيرات والطائرات من دون طيار العابرة للقواعد والقرارات والالتزامات الموقعة على الارض .
منذ 5 سنوات قررت داعش الغاء الحدود وامحاء الخطوط بين الدول من البحر المتوسط الى البحر الاسود الى البحر الاحمر الى كل الوان البحار والانهار من النيل الى الفرات ومن سد اسوان الى الشيشان .
قررت داعش ان لا حدود لدولتها ولا حدود امام خلافتها . اليوم تستعيد اسرائيل من ربيبتها داعش اسلوب المواجهة عينه . نتنياهو يقرر ان خط المواجهة وجبهة القتال وميدان الصراع مع المقاومة مع حزب الله تحديدا هو في هذه البقعة الممتدة من امانوس الى زاغروس , من اليمن الى كسب ومن الضاحية الى شط العرب . من الان وحتى الانتخابات الاسرائيلية منتصف ايلول المقبل سيستخدم نتنياهو كل الاسلحة المتاحة والممنوعة للوصول الى هدفه والغاية عنده تبرر الوسيلة , ولا ضير اذا خرب لبنان وهدمه ودمره فهذه عادة اسرائيل في خوض المعارك الانتخابية السياسية على ارض المواجهة العسكرية .
لكن المفارقة الابرز تكمن في الموقف الغربي وتحديدا الاميركي : الغرب صامت كالقبور ومايك بومبيو يتصل بنتنياهو ويعلن عن دعم واشنطن الكامل لاسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها – بين مزدوجين طبعا – ويتهم ايران بكل مشكلات وموبقات المنطقة في حين يطلب بومبيو من رئيس حكومة لبنان سعد الحريري ضبط النفس مساويا بين الجلاد والضحية بين القاتل والقتيل بين المعتدي والمعتدى عليه , ليخرج المجتمع الدولي والعربي بخلاصة مفادها ان اسرائيل ضحية ولو جارت وقتلت وان لبنان وحزب الله معتديان جانيان ولو كانا في موقع الدفاع عن النفس والكرامة والسيادة .
بالامس اعلن السيد نصرالله بالفم الملآن لاسرائيل : العين بالعين وان عدتم عدنا ولن نقبل بتحويل لبنان الى عراق . اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يعلن موقفا ساطعا سطوع الشمس : الاعتداء الاسرائيلي اعلان حرب على حرب ونحتفظ بحقنا في الدفاع عن بلدنا وسيادتنا وارضنا ولا يترك اي فسحة للتأويل او التحليل , موقف يتوج المسار السيادي ويظلل القرار الوطني بالمواجهة التي سيحسب الاسرائيلي مليون حساب لتداعياتها عليه قبل اعدائه وان يتحسب لان يكون ايلول طرفه بالخسارة مبلول …