Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 14/09/2019

احتشدت المواقف والتطورات الدولية والاقليمية والمحلية هذا الأسبوع، من واشنطن إلى موسكو إلى تل ابيب إلى حارة حريك إلى بعبدا، لترسم المشهدية الآتية: الموفد الأميركي دايفيد شينكر يدعو الدولة اللبنانية، بما يشبه التحذير المبطن، إلى تكثيف جهودها في جميع الملفات المعنية، لعدم افساح المجال أمام “حزب الله” للامساك بزمام المبادرة نيابة عن الدولة اللبنانية، الأمر الذي يضع لبنان في دائرة الخطر، كما حذر وبرر. لكن اللافت في مواقفه، هو تنبيهه إلى انهيار وقف النار بين “اسرائيل” و”حزب الله” على الحدود، ولم يقل بين لبنان و”اسرائيل” بموجب القرار 1701.

شينكر الملتحي على خلاف باقي الديبلوماسيين الأميركيين الذين يفدون إلى لبنان، يوجه النصح والارشاد إلى من يعنيهم الأمر، بأن “حزب الله” هو جزء من المشكلة إن لم يكن كلها، ولن يكون جزءا من الحل- أي حل- ويتخطى في قراءته السلسلة الشرقية، ليعلن أن النازحين السوريين في لبنان لن يعودوا إلى ديارهم طالما الأسد موجود، من دون أن يقدم أي تصور أو بديل، وهو الذي اتفق رئيسه مع فلاديمير بوتين في هلسنكي على ما عرف بالمبادرة الروسية لاعادة النازحين.

ومن حارة حريك رد الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، على شينكر وادارته التي أضافت 4 قياديين جددا من الحزب على لائحة العقوبات، متحدثا عن تعاط مختلف مع الأميركيين في موضوع العقوبات، ملقيا باللائمة على الدولة اللبنانية لتعاطيها غير المناسب وغير المتكافىء مع العقوبات الأميركية، واكتفائها باعلان الالتزام بما تقرره واشنطن في موضوع المصارف والعقوبات.

وعلى مسافة أيام من الانتخابات الاسرائيلية، أقال دونالد ترامب مستشاره للأمن القومي جون بولتون، في خطوة أراحت ايران وأقلقت اسرائيل التي رد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، المستميت في سبيل تمديد بقائه في السلطة، رد بخبطة شعبوية أكثر منها خطوة واقعية. فبعد ضم القدس وضم الجولان، ها هو نتنياهو يعلن أنه في حال فوزه بالانتخابات المقبلة، سيقوم بضم غور الأردن إلى اسرائيل ضاربا عرض الحائط باتفاقية السلام الموقعة بين رابين والحسين بن طلال، برعاية كلينتون العام 1994 في وادي عربة.

وليس بعيدا من غور الأردن، غزل متصاعد بين موسكو وتل أبيب، وعلاقة تزداد وثوقا على الصعيد الشخصي بين نتنياهو وبوتين، تترجم بزيارات مكوكية لنتنياهو إلى موسكو، وبزيارة سيقوم بها بوتين إلى اسرائيل في المدى القريب، ونصف مليون سائح روسي في “اسرائيل”، و11 مليار دولار استثمارات روسية فيها، وتعاون دولي لمواجهة ما سموه الارهاب الدولي في سوريا، واقتناع بوتين بمقترح اسرائيلي قوامه آلية تنسيق ثلاثية دائمة بين روسيا وأميركا و”اسرائيل”.

واليوم 14 أيلول، عيد ارتفاع الصليب وذكرى استشهاد رئيس. بعد 37 عاما، يبقى بشير الجميل شارة نصر وعلامة فخر. درع كرامة ورمز مقاومة. كالشهب سطع وكالبرق لمع وكالنجم هوى ووقع. بعد 37 عاما وإلى سنين طويلة، سيبقى مع آلاف وآلاف الذين سبقوه: ذاكرتنا وذكرانا، شهداءنا وجرحانا، جبالنا وقرانا، لأجل الأرض والوطن، لأجل الملك الذي لا نهاية لملكه. بعد 37 عاما وفي 14 أيلول، مسيرة قسطنطين الأول مستمرة: بهذه العلامة تنتصر.